“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
الحكومة التي تربط القول بالعمل هي الحكومة الذكية, سياسياً وتنموياً وإعلامياً, والتي تملك برنامج عمل واضح يستثمر امكانياتها, المالية والإدارية والتنظيمية والاعلامية, وتجيرها لخدمة الوطن والمواطن. وفي سياقنا الكويتي نتمنى أن تستمر الحكومة في تطبيق مبدأ الشفافية في العمل الحكومي, حيث تطرح تحدياتها التنموية وتوضح سبل معالجتها وتشرح كيفية الاسراع في تنفيذ مشاريع التنمية. بمعنى آخر, نريد أن نرى الحكومة تقدم نفسها لمواطنيها على أنها أكثر فعالية وعملية وأكثر قدرة على ربط قولها بعملها وبخاصة في ما يتعلق بما أنجزته حتى الآن من خطط التنمية وما يمكن لها تحقيقه في المستقبل القريب. ولذلك فربط القول بالعمل وإذاعة ذلك على الناس يعكس تمكن الحكومة من الايفاء بواجباتها ومسؤولياتها المختلفة. فبالنسبة الى بعض المواطنين, ربما لا يهمهم كثيراً التمعن في التفاصيل الدقيقة لمشاريع التنمية ولكن تهمهم معرفة الخطوط العريضة والأهداف الملموسة لتلك المشاريع-إذا أردتم. فما يؤكد قدرة الحكومة على ربط قولها بفعلها هو تمكنها من الدفاع عن نفسها أمام منتقديها, وبخاصة من يتصيدون عليها الأخطاء.
فالحكومة التي تربط القول بالعمل هي تلك التي تصرح فقط بما أنجزته وما يراه ويخبره المواطن العادي في حياته اليومية. وبالطبع لا يعني هذا الأمر تكريس الحكومة كل جهدها ووقتها لإنشاء المباني والمؤسسات والمستشفيات والطرق السريعة كي يراها الناس ! فالتنمية التي نتمنى رؤيتها بشكل أكثر على أرض واقعنا الكويتي هي تلك التي تربط شعاراتها البراقة بما تحققه فعلاً للمواطن وتساهم في تطوير حياته اليومية.
أتمنى رؤية حكومتنا تحرص أكثر من قبل على توضيح ما أنجزته للوطن وللمواطن, فعندما تحرص على توضيح إنجازاتها الفعلية بالدلائل والأرقام والأمثلة الحية-إذا أردتم- فسيزيد ذلك من ثقة المواطنين في قدرتها على تنفيذ خططنا التنموية الشاملة. بالانكليزي الفصيح: نريد حكومة تتمكن دائماً من الدفاع عن نفسها وعن إنجازاتها إعلامياً وتكرس توعية عامة في المجتمع حول ما تم تنفيذه من خطط التنمية, على سبيل المثال, أعرف شخصياً أن الحكومة بوزاراتها المختلفة حققت الشيء الكثير للوطن وللمواطنين ولكنني أرغب أيضاً في رؤية تلك الانجازات التنموية تُعلن على الملأ حتى يتأكد المواطن الكويتي أن حكومته تربط فعلاً بين القول والعمل. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.co
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق