إقبال الاحمد: البيع من البيوت

في إطار فعاليات مؤتمر الشباب يقول.. تحدث البعض عن موضوع المشاريع المنزلية، وأنها مخالفة لإجراءات الأمن والسلامة.. ومن ثم لا بد من الوقوف عندها.. إلا أن الموضوع بنظري أبعد من موضوع اجراءات الامن والسلامة.. انه تجارة مخالفة تسلب الكثير من حقوق من يقوم بالعمل نفسه، ولكن في محلات تجارية تتطلب منه الكثير من الأعباء والواجبات، التزاما بقانون العمل.

يصرخ الشباب، الذين بدأوا أو ينوون أن يبدأوا مشاريع تجارية، من روتين وبيروقراطية الإجراءات وضياع الوقت والجهد، والعناء الذي يواجهونه حتى تخرج مشاريعهم التجارية إلى حيز التنفيذ، ويبدأوا بتحقيق أرباحهم.. في الوقت الذي لا يتحمّل أصحاب المشاريع المنزلية أي جهد يُذكر غير الطبخ أو الخياطة أو توصيل المنتج للزبون.. مما يوفر عليه تكلفة الإنتاج مقارنة بالآخرين.

فصاحب المشروع التجاري، الذي يعمل من محله ويبيع سلعته أو خدمته في مجمع تجاري أو مستقل، يدفع إيجارا ورواتب موظفين ومستحقات، ويدخل في دائرة واسعة من الهموم الحكومية التي تنظم هذه الأعمال، إضافة الى انه يعيش حالة الإذلال لتوفير الإقامات أو تحويلها للموظفين في ظل عدم تفهم بعض الموظفين المختصين لنوع المشروع ومتطلبات الخدمة فيه، أو التطبيق الخاطئ لقانون ما، والحل غالبا ما يكون بالرشوة لتسهيل كثير من الأعمال في كثير من الوزارات -للأسف- لكسب الوقت، والانتهاء من وجع الراس والتعطيل، وفتح المحل بأسرع وقت ممكن، تفاديا لدفع إيجارات أشهر إضافية عن الموعد المحدد لبدء العمل، ناهيك عن إجراءات المطافي والشؤون والتجارة و.. و.. و..

أما من يدير مشروعه في بيته، فهو بعيد عن كل هذه الإزعاجات والمنغصات، يقبض ربحه وهو مرتاح، ويكون في الوقت نفسه منافسا كبيرا لمن اتبع القانون والتزم به.. لأنه لا يخاف مفتشا من البلدية، أو من الشؤون، أو التجارة أو.. أو.. ولا يدفع إيجارا أو رواتب، فهو آمن في بيته، ويسرق فرص البيع من أصحاب المحلات المرخصة، الأمر الذي يحتاج إلى تنظيم في هذا الشأن، وأن تُفرض إجراءات تقنن هذه المشاريع المنزلية، حتى لا تأكل الأخضر واليابس من الآخرين، الذين يبيعون من محلاتهم وليس من بيوتهم.

***

• أشاطر الزميل أحمد الصراف في ملاحظته حول إعلانات الأطباء التي أصبحت ظاهرة مخزية بالدعاية عن أنفسهم وتخصصاتهم التي أصبحت تملأ الصحف، وأزيد عليه أن إعلانات الأطباء في بعض الصحف -للأسف- يقابلها في الصفحة الأخرى مباشرة إعلانات المطاعم وأطباق المجبوس والقوازي والهمبرغر والمشويات، ويا ريت في المطاعم الراقية، بل أغلبها لمطاعم درجة ثانية وثالثة.. ويا حسافة على مهنة الطب، التي تحولت في بلدنا الى تجارة يروّج لها، ويتم التنافس على استقطاب المرضى فيها من على صفحات الجرائد، إلى جانب الساندويشات والمندي.

إقبال الأحمد

iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.