عزيزة المفرج: دوت نيت/ مدارس

بس احلوّت يا جماعة، وبعد ان ضاعت، لقيناها. أخطف تلك الكلمات من على لسان أصحاب المدارس الخاصة الذين يقومون بين آن وآخر برفع أسعار الدراسة عندهم 100 دينار طقة وحده، فبعد ان صدر قرار أخيرا من ادارة التعليم الخاص ترفض فيه طلبهم بزيادة جديدة للرسوم لما في ذلك من اثقال لكاهل أولياء الأمور الذين يهربون من تردي مستوى التعليم في مدارس الحكومة الى نار رسوم التعليم في المدارس الخاصة، جاء الفرج على يد قرار آخر، يا الله من فضلك. وزارة التربية منحت أصحاب المدارس عذرا شرعيا لتحقيق رغبتهم بالزيادة، حين أقرت رسوما مالية جديدة على المباني الحكومية التي يستغلونها لحسابهم الخاص. الآن صار على ملاك المدارس الخاصة ان يدفعوا رسوم استخدام المبنى بالكامل، وليس المشغول الفعلي منه فقط.اذن، يا أولياء الأمور لا تتفاجأوا اذا فرضت عليكم المدارس زيادة جديدة، ورغم ان المبلغ الذي سيدفعونه للوزارة لن يكون كبيرا الا أنها فرصة لصاحب كل مدرسة لأن يطلب المئة دينار المعتادة من أولياء أمور التلاميذ، فيدفع جزءا بسيطا من مجموع الدخل لوزارة التربية، ويقوم بدسّ الباقي في حساباته البنكية التي غدت متخمة مما فيها، فيا أيها الكويتيون الذين تبحثون عن تعليم أفضل لأبنائكم، كان الله في عونكم.
< قرأت مقابلة في احدى الجرائد لوافد مصري الجنسية من أهل النوبة، قدم للكويت للعمل مدرسا فيها عام 1963، وانتهى مستشارا في مجلس الوزراء التي لايزال يعمل فيه الى يومنا هذا، وبما ان عمر الرجل لا يمكن ان يقل عن الخامسة والسبعين ربيعا، ومع دعائنا له بطول العمر، الا ان هذا يدفعنا للتساؤل عن ذلك الاستعجال في طرد الكويتيين من مراكزهم ووظائفهم وهم أصغر من هذا الرجل بكثير، ولايزالون قادرين على العطاء.لماذا تجبر حكومتنا الكويتي على التقاعد المبكر، وفي نفس الوقت تظل محتفظة بالوافد الى ان (يتلخلخ عظمه وينكمش جلده) ويتحول الى شبه مومياء تمشي على الأرض. رجاء عدم التحجج بالقدرات فلا هؤلاء المسنون بالعلماء، ولا هم بالمميزين الذين تتخاطفهم الدول، وأغلبهم يدور في فلك أفكار قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وبالتالي نتمنى على أصدقائهم من الكبار والشيوخ الكف عن التوسط لهم في مختلف الجهات للتمديد لهم سنوات وسنوات، فالزمن له حكم لابد ان يطاع، الا ان كان هؤلاء من أحفاد شمشون الجبار، الذي لا يتعب ولا يكلّ.
< كل سنة تتعاقد اللجنة العليا للاحتفال بالأعياد الوطنية مع مطربة آه ياليل لكي تحيي حفلا في أعياد فبراير، وفي كل مرة تأتي فيها تدخل في خناقة وشجار على أجر كانت قد اتفقت عليه، وتعمل شو تتحدث عنه الصحف، فليتنا نعرف السرّ في اصرار اللجنة على الاستعانة بانسانة لم ترق الملايين التي تكسبها بأخلاقها وتصرفاتها، ولا تزال تتعامل بأخلاقيات قاع المجتمع الذي تربت فيه. يا لجنة يا محترمة، وحدة مهاوشجية مثل هاذي شلكم فيها، والا ماكو بهالبلد غير هالولد؟!.
< في اعلان على قناة العربية ظهر بحارة خليجيون ينشدون اليامال وينهمون، وفي نهاية الاعلان يظهر على الشاشة جملة (يا حلو البصرة)، ونسأل القائمين على القناة لعلهم يجيبون: ما دخل البصرة العراقية، التي لم يعرف أهلها الغوص على اللؤلؤ، ولا السفر التجاري بهذا التراث البحري الخليجي البحت، وما هي الأكمة التي يختفي وراءها ذلك التزوير الفاضح للتاريخ، واذا كان هذا الأمر غير مقصود، ويقف خلفه شخص جاهل بتاريخ الخليج، فلماذا لا يكون هناك اشراف خليجي مسبق لتلافي أية أخطاء محتملة!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.