في الوقت الذي اعلن فيه الحراك الشعبي تهيئة الأجواء وتخصيص دواوين في كل محافظات الكويت لبدء الاستقطاب اللتسجيل والانتساب الى حركة “حشد” جاءت الاخبار المتضاربة عن سقوط فكرة “الحكومة المنتخبة” قبل صدور مرسومها بعد التراشق المعلن بين اقطاب المقاطعة واعتراف البعض بالاخطاء السياسية لعدم المشاركة بالانتخابات البرلمانية, وانتظار الجولة الثانية بعد الفصل بحكم المحكمة الدستورية في مصير الصوت الواحد.
هذا التسابق مع الزمن بالتأكيد سيكلف المقاطعة الكثير بعد فضيحة الاعترافات بالاخطاء السياسية المرتكبة نتيجة الاجندات الشخصية التي مارسها اعضاء المقاطعة ,سواء من النواب المبطلين او من الافراد المقربين له, وتدخل البعض بأطروحات جديدة عقدت اللعبة السياسية في اجندة المقاطعة, وقلبت الطاولة على رؤوس الكبار والصغار, فهل تنجح عملية التسجيل والانتساب لحركة “حشد”?
العملية الديمقراطية تمضي نحو الانجازات التي يمارسها مجلس الصوت الواحد بكل راحة وشرعية مكتسبة ومحصنة دستوريا, في الوقت الذي تبدو فيه حركة “حشد” في صراع مع الزمن لحشد الجماهير في معركة “كسر العظم” بين اقطاب الحراك الشعبي وكتلة التنمية والاصلاح التي فقدت كل مقومات الاصلاح والتنمية بعد تخبطها في السلوك السياسي.
بالطبع نحن الان نرصد عملية الاستقطاب والتسجيل لعضوية “حشد” التي يبدو انها ستخلق قلقا جديدا للحراك الشعبي نتيجة الزعامات التي تتسابق على منصة وكراسي “حكومة” العنكبوت المنتخبة, لان الواضح ان هناك تطلعا من اكثر من قطب للزعامة والرئاسة في ظل التسجيل لعضوية “حشد” هذا التسابق الفيصل فيه عدد المنتسبين الاكثر الذي ستحققه الدواوين في المحافظات هذا اذا كان هناك اقبال ناجح في عملية الانتساب والتسجيل!
***
المقاطعة من يقود من ?!
يبدو ان هناك عددا من المفكرين الجدد تواجدوا على ساحة “المقاطعة” بعد غياب قسري عن السياسة المحلية وحراكها السياسي والانشغال في ملفات خارجية واقليمية.
هذه فرصة لجولة من الصراع بين المفكرين والمنظرين على الساحة لزيادة الشرخ السياسي الذي تعيشه “المقاطعة” بعد اختيارها الانحراف عن جادة المحكمة الدستورية ومعاكسة الدستور .
هذا الاخفاق السياسي يجعلنا نسأل من يقود المقاطعة الى هذا المصير المظلم والى هذا الفشل السياسي الواضح في الحوار والطرح والممارسة? لقد كشف التراشق بالتصريحات المتبادلة بين الاقطاب والمفكرين والمؤيدين عمق الشرخ الكبير الذي ظهر في جدار وحائط الحراك الشعبي وكتلة “حشد” واقطابها وربما يمتد الى منتسبي الحركة الجدد مستقبلا!
* كاتب كويتي
Email: mesaha_lelwaqt@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق