ما يلفت النظر في المشهد السياسي، أن الكل بدأ يتحدث عن «فركشة» الحراك الذي قاده ما يسمى «الأغلبية البرلمانية»، وفجأة اكتشف الكل أيضا أن هناك «مندسين» كانوا يعملون على قدم وساق، من أجل تفكيك الحراك، وأحدهم أشار بسبابته إلى محمد هايف ود.عبيد الوسمي ود.وليد الطبطبائي، بصفتهم «فداوية» الشيخ عذبي فهد الأحمد، والمفاجأة الثالثة التئام المندسين وغير المندسين.
الآخرون أشاروا إلى أن مسلم البراك والمحامي محمد الجاسم وأحمد الديين هم من عملوا على تفكيك ذلك الحراك، تنفيذا لتوجيهات «معزبهم» الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير الديوان الأميري، وهناك من اتهم النائبين السابقين مبارك الدويلة وأحمد باقر بأنهما من أدارا عملية التفكيك بحرفنة عالية، وتمكنا من حرق المراحل، ليصلا إلى المرحلة النهائية، وقبضا الثمن.
كل ذلك الهراء جرى تداوله خلال الأيام الماضية، وأستبعد أن يكون من يقف خلفه حسن النية، أيا كان، فهو إما يريد تسجيل بطولات وهمية لأشخاص
لا يملكون مثل تلك البطولات فعلا، أو يريد أن يبرر خطأ هنا وآخر هناك، أو يريد تصفية حسابات مع شخوص بعينهم، ووجد الفرصة، وفي كل الحالات يفترض في المتلقي السذاجة، حتى يصدق كل ما يسمعه، ويقبل به على علله.
الحقيقة أن لا الشيخ عذبي فهد الأحمد أو الشيخ ناصر صباح الأحمد أو حتى النائبين السابقين الفاضلين مبارك الدويلة وأحمد باقر أو محمد الجاسم وأحمد الديين سعوا لتفكيك الحراك أو التأثير على ما يسمى «الأغلبية البرلمانية»، ومن يتتبع القصة من بدايتها، فسيجد أن لا حراك هناك
ولا مشروع، وكل ما في الأمر أن هناك مجموعة من النواب التقت مصالحها الانتخابية، وقررت الالتئام في كتلة واحدة، من دون أن تضع في حسبانها تبعات مثل ذلك الالتقاء، وهي في الوقت نفسه مجموعات متنافسة في ما بينها.
تلك المجموعة لم تكن تحمل مشروعا سياسيا أصلا، وليست نسيجا واحدا، حتى يقال عنها ذلك، ففيها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وما بينهما عجين من التخلف الديني والقبلي، ولا يمكن أن يصنف كل ذلك بأنه إضافة إيجابية للوضع السياسي السائد، وعند تلك الفكرة تبرز المشكلة، كيف يمكن أن يصنع أحد ما، حتى وإن كان متميزا في الفكر السياسي، من ذلك العجين ما يمكن أن يستفيد منه البلد.
نصيحتي لمن يردد مثل تلك الأقاويل من حسني النية ويحمل المسؤولية لأشباح وظلال غير ظاهرة على المشهد، أن يتوقف قليلا، ويبدأ مراجعة ذاتية، ويعترف بأن هناك خطأ ما حصل منذ البداية، أفضى من دون قصد، بجميع الأطراف إلى الحالة التي نمر بها، حتى نستطيع على الأقل معالجة اثار تلك اللعبة الغبية، ونحرص على عدم تكرارها.
المصدر: صحيفة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق