استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة للتهجم على البعض، إلى حد الإساءة إليهم أحيانا، يخرج عن القانون والأخلاق، ولا يندرج تحت مظلة الحرية، فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.
تجتاح الكويت الآن ازمة لا اخلاقية تستخدم فيها واحدة من أبسط ادوات التواصل التكنولوجي المسماة بـ «تويتر» في حملات سب وشتم وافتراء وأكاذيب لشخصيات عامة، نساء ورجالا، تحت مظلة الحرية والقانون وبلحاف «ان لم يعجبك ما ترى فاذهب الى الجحيم»، وبأسماء مستعارة لا تخشى قانونا ولا تملك ذرة من الاخلاق، فتستبيح الاعراض والذمم، وتكسر الاعراف وتخرق القانون، وجاء ان البعض، ليتوقد، توج نفسه ملكا على بشر ربما لو رآهم في وسط الشارع لما عرفهم، ولكنه يضع نفسه سيفا مصلتا على اعناق الناس في دولة المؤسسات والقانون!
هذا القول لا ينطبق على كل مستخدمي التويتر، ولكن هناك عددا لا يستهان به يسيء استخدام التويتر، وعلينا ان نعي ان تلك الاصابع المؤجرة قذرة، علينا ان نعريها فلا تستحق الحفاظ على سريتها وهي التي انتهكت خصوصيات الآخرين.
هؤلاء في نظري الغزاة الجدد في نظام التويتر، الذي يستبيح مساحة الحرية في التعبير المتاحة لدينا في الكويت في النظام الديموقراطي، ولكن هؤلاء ممن يستخدمون التويتر في سب وشتم الآخرين قد امتهنوا السباب كما البغاء، وهي اقدم مهنة في التاريخ لمن لا يملك الدين ولا الاخلاق، ويستلم الثمن، فلا شك لدي ان انسانا، رجلا كان او امرأة، لديه الادب والعلم والأخلاق ليسلط على الاخرين ممن لا تعرف، سيفا من كلمات لا يتجاوز عددها الـ 140حرفا تجاه أناس وقضايا لا تعرفهم ولا تعرف لب قضاياهم كما يحدث لدى البعض ممن يطلقون على أنفسهم «مغردين»، وهم اقرب الى العقارب الا انهم مدفوعو الثمن.
اذ لا يعقل ان يصدق شخصا ما ان هناك من يملك هواية الطعن بالذمم والاعراض من غير داع، ولا موجه قذر يقف بالخلف ممولا لتلك النفوس البائسة التي لا يرجى لها غد ولا شهرة لديها سوى التكسب على اكتاف الناس وقضايا البلد، ولا اقول ان من يمول ارهاب المغردين عابث به، بل هو انسان حاقد كاره للكويت، سواء كان كويتيا او غيره، وسواء اقام في بلادنا او لا، يبقى انسانا لا ذمة لديه ولا ضمير.
الكويت بلد صغير جدا، فلا يعتقد شخص ما قد استهواه السب والشتم على صفحات التويتر انه غير معلوم، وان تجاهله وعدم رفع قضايا عليه من الآخرين لأنه مجهول، بل الواقع ان رفع قضية على تلك الاشكال تخلق شأنا لمن لا شأن لهم، وهم لا يستحقون حبر الدعوى المكتوبة. لذا فالتجاهل هو الدواء كما الاستزادة من عدد السهام التي يوجهونها ليزيد من عدد الوثائق التي يمكن ان تقدم في اي لحظة ضدهم لدى النيابة.
المضحك ان مثل هؤلاء التافهين هم اكثر بكاء وولولة عند مقاضاتهم امام القانون.. فلا بأس لديهم في طعن الآخرين من افراد ومؤسسات، ولكن ما ان يمسهم شيء من قبل القانون لقيام الابرياء برفع قضايا عليهم، حتى تراهم اقرب الى الذل والحسرة والندامة لانهم من شدة الجبروت والغرور لم يعتقدوا ان يشهدوا يوما في المحاكم، وان يتخلى عنهم من دفع لهم ثمن الكأس. الامر ببساطة اننا في دولة قانون، وان من حق المتظلم ان يلجأ الى القضاء ويقاضي من ادعى عليه دون دليل.
نشهد اليوم ارهاب المغردين… وان كان المغرد عصفورا فما اسهل اصطياده!
المصدر: صحيفة القبس
قم بكتابة اول تعليق