مشهدان أمنيان أثارا أكثر من علامة استفهام لابد من التعليق عليهما.
الأول: هو إعدام ثلاثة من المتهمين بالقتل، والصادر في حقهم حكم الإعدام، إلا أن موعد الإعدام كان أشبه بحفلة غير مبررة، حيث جلس المسؤولون في وزارتي العدل والداخلية وأمامهم مختلف أنواع الأشربة، وهم يشاهدون عملية الإعدام.
لا أدري كيف يستسيغ إنسان أن يتلذذ هكذا بالأكل والشرب وأمامه تجرى عملية إعدام إنسان مهما كان جرمه.
المشاعر الإنسانية يجب أن تظهر الحزن في المشاهد الحزينة والفرح في المشاهد المفرحة، ولكن إن حدث العكس فإن هناك لابد من مشكلة ينبغي علاجها.
المشهد الثاني: هو نشر الصحف المحلية لمحضر محاكمة مقتحمي المجلس، وكذلك نشرها من قبل للكثير من المحاكمات بشكل كامل، مع أن المحاكم عادة ما تمنع نشر محاضر جلساتها على العلن، لأن ذلك «يشوش» المواطنين، حيث إنهم يقرأون جزءا من الحقيقة، وهم ليسوا قضاة حتى يمكنّهم ذلك من فهم الأسئلة التي توجه للشهود أو المتهمين والإجابة عنها.
ومع أن البعض يعتبر ذلك سبقا صحفيا، إلا أن هذا التصرف لابد من تقييمه ومعرفة مدى قانونيته.
صحيح أن الإعلام اليوم يتطور بشكل واسع وكبير، وأن الخبر لم يعد حكرا على الصحيفة أو التلفاز، بل أصبح متداولا في وسائل الاتصال من خلال التكنولوجيا الحديثة، إلا أنه لا يجب اقتطاع جزء من المحاكمات في هذا الاتجاه أو ذاك مؤيدا أو معارضا.
ما نتمناه على وسائل الإعلام نشر المعلومة التي تثقف القارئ وتفيده في مثل هذه القضايا، وليس ما يمس مسار القضية.
المصدر: صحيفة القبس
قم بكتابة اول تعليق