خالد الجنفاوي: إنتهى الوقت يا مؤزم

يبدو انه يصعب على بعض المؤزمين إدراك أن لا فائدة ترجى من سعيهم الى  تأزيم بيئتنا المحلية بسبب تضييعهم للفرصة التاريخية في المشاركة في الانتخابات البرلمانية. فلا يقتنع المؤزم بأن الوقت انتهي أو” Gameover “أي انتهى وقت لعب المؤزم وبدأ الجد! فالمؤزمون لن يدركوا أن قوانين اللعبة التي صنعتها أيديهم بدأت تتلاشى ولم يعودوا يعبرون عن وجهات نظر مؤثرة في الرأي العام الكويتي. ولكن كيف ومتى يصل المؤزم لقناعة ذاتية أنه لم يعد في جعبته شيئا يمكن أن يستغله لتحقيق مصالحه الشخصية؟! وكيف سيصل المؤزم لمرحلة يقتنع فيها أن عليه التوقف عن تأزيمه لما تسببه سجالاته ومماحكاته المصطنعة من إهدار للوقت وتضييع للجهود الوطنية الصادقة لتطوير البلد؟
أعتقد أن المؤزم يصعب إقناعه بفشله الفكري والسياسي وعدم قدرته بعد الآن على جذب مزيد من الأضواء حوله. فديدن المؤزم هو التأزيم، فقط لا غير، فهو لا يعرف سوى المناحرات الفكرية والمماحكات السياسية والتكسب الانتخابي الأناني. فكيف بمن يتعيش على الإثارة والبهرجات الاعلامية وعلى “الهياط” الفكري -إذا أردتم- أن يقتنع أن كثيراً من الناس ملوا فعلاً من سماع الاسطوانات المشروخة للمؤزمين. فلا يعقل أن يمعن أحدهم في التأزيم في أوضاعنا السياسية الصحيحة والمعتدلة ما لم يكن يرغب في الحصول على مكاسب انتخابية. بل ويدرك العقلاء أن ما تبثه بعض المواقع الالكترونية التأزيمية لا يعكس وقائع حياتنا اليومية في الكويت. فليس من المنطق تصديق أن أوضاعنا الاقتصادية والثقافية لن تتعدل ما لم يشارك في صياغتها المؤزمون! بل أعتقد أن أوضاعنا المحلية بدأت منذ فترة تميل للاستقامة والاعتدال والنظامية وذاك بسبب فوات فرص المشاركة أمام المؤزمين وبسبب تكرس ديمقراطية كويتية ناجحة وبناءة ومنصفة. أي أن المؤزم لم يعد يحتل مكاناً مؤثراً في سياقنا المحلي اللهم سوى في بث مزيد من المماحكات التافهة وترديده لأصداء بطولات مزيفة يستمع إليها فقط المؤزمون وذلك العدد القليل والمتناقص يومياً من مؤيديهم.
من تعيش في السابق على الشعارات الرنانة وعلى حوارات سلبية وشخصانية للغاية لابد له أن يتحول في آخر مسيرته التأزيمية إلى  ضحية للاساليب الهدامة نفسها التي استخدمها في السابق ضد من يعارضونه في الرأي. بمعنى أكثر وضوحاً: لن يدرك المؤزم أن الوقت قد انتهى بالنسبة اليه, فهو بدأ وأستمر وسيمضي لاحقاً يدور في حلقات مفرغة. فلعل وعسى.

 

المصدر: صحيفة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.