واجب علينا- كمواطنين- أن نقدم جزيل الشكر والامتنان لمجلس الأمة الموقر على محاولته إعادة النظر في: (إلغاء المادة الأولى من قانون (24) لسنة 1996 بشأن تنظيم التعليم العالي وكذلك المادة السادسة من القانون (34) لسنة 2000 بشأن انشاء الجامعات الخاصة)… (عن الكاتب مظفر عبدالله (الجريدة) 2013/3/31).
كم أتمنى أن ينجح المجلس في جهده المشكور هذا فينفض الغبار عن ظلمة ورثناها وفق ترجمة سيئة لنوايا طيبة لمجالس سابقة حركتها طاقة الإحساس بالتفوق لوقوع السلطة بالأحضان فجأة.
كلنا يحلم بعودة القوة والصلابة والبريق لعالم التعليم الجامعي العالي حتى يزهو بأبنائنا وبناتنا مثلما نزهو نحن به وبهم.
آن الأولان لنرفع عن أكتاف أبنائنا وبناتنا عباءات الشك والريبة ونُلبسهم عباءات الثقة بسمو الأخلاق والفخر بالسلوك الحضاري من أجل أن ينحصر الاهتمام والتركيز أثناء أيامهم الجامعية بالعلم الذي يحتاجونه ونحتاجه معهم ويحتاجه الوطن فلا تقدم يرتجى ولا تحضر ولا نمو ولا مسار إلى الأمام دون سلاح من العلم.
ما زلنا نحمل لنوابنا في ذاك الزمان عتبا تاريخيا على كل من توقع الأسوأ واختصر طريق فكره وضميره للوصول إلى درء المفسدة خير من جلب المنفعة، لأن الطريق هنا أقصر دون صحوة ضمير ونقول للسان الذي لهج بهذا القول العظيم بأن حديث ذاك اليوم إنما هو عن فلذات أكبادنا ومن المعروف بأن أسوأ سبل التربية هو البدء بالشك وتوقع السوء خاصة- وهذا ما يزيدنا إيلاماً- بأن أغلب من صرخ وصرّح بذلك ومن تشدّد وعنفّ الطرف الآخر ووصفه بأقذر الصفات ورسم اسوء التوقعات لو سلكت تلك الجامعات مسلك التعليم المشترك مثل كل جامعات العالم.
هؤلاء.. كانوا.. ممن درسوا وتخرجوا من جامعات لها المواصفات التي نطلبها ويرفضونها وكأنهم يقولون (نحن فقط حماة الأخلاق) فلا قيمة لأسرة أنجبت ذاك الشاب وتلك الفتاة ولا معنى لمدرسة ربتهم وعلمتهم ولا وزن لعائلة أو قبيلة أو وطن هم أبناؤه وبناته.. فقط نحن حماة الحاضر والمستقبل نرسم الطريق الذي نراه وما لكم سوى الطاعة ولهذا أدليتم بأصواتكم لانتخابنا.. فلنقبل بدفع الثمن.
نعم كان هذا عقابنا- كوطن ومواطن- وقد مد الله في أعمارنا حتى نرى الانحدار والتخبط والعبث حتى مَن علينا بمجموعة جديدة من النواب وعدونا بإعادة النظر ونحن نأمل أن يثبتوا لنا بأن وعد الحر دين عليه.
إن كان التعليم هو صياغة إنسان فإن المرحلة الجامعية إنما هي (صياغة) مواطن وتهيئته للمساهمة في تشكيل وطنه بما ينقله من الحاضر إلى المستقبل.
إن التدين والأخلاق والسلوك المنبثق من هذا العنصر لهو الأساس وإن طُعّم بالعلم والمعرفة يصبح تربة صالحة لإنشاء أجيال تتسلم المسؤولية أباً عن جد وابنا عن أب وكل ما ينطبق على الذكور- هو قطعاً ينطبق على الإناث لذلك أشعر بمقت لاستخدام كلمة (اختلاط)- رغم كوني شخصيا قد استخدمتها كثيرا وعلى ذلك اعتذر- إن ما يعنينا هو التعليم المشترك على أن تكون هناك فسحة لتعليم الإناث فقط في حال الرغبة بذلك وهذا ما يمارسه الكثير من مراكز التعليم بما في ذلك العالي في جامعات العالم- شخصيا- لا أجد ضيراً في ذلك ولكنني لا أرغب بالإجبار لا على الذكر أن يبقى بين الذكور ولا على الأنثى أن تبقى في دائرة الإناث فقط لأن مراكز التعليم العالي يطلق عليها دوماً (الحرم الجامعي) وهذا قطعاً لا يقربها بالحرم الذي نعرف ونجلّ ونحترم ولكنها تبقى مواقع محترمة وهي صورة مصغرة من المجتمع خارج الأسوار ومجتمع خارج الأسوار هو الصورة الأكبر لها.
أتمنى أن ينجح المجلس الجديد بالتعديل حتى أتمكن من إثبات وجهة نظري وانتظر وتنتظرون الشكر المتبادل.
المصدر: جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق