حسين الراوي: قصة كذبة أبريل

يوم كذبة ابريل هو يوم يحتفل به العديد من الدول الأجنبية بشكل سنوي، في الأول من ابريل من كل عام، إلا أنه لا يعد عطلة رسمية في تلك الدول. وتكون طقوس ذلك اليوم عبر نسج العديد من الإشاعات الكاذبة أو عن طريق خِداع الأصدقاء والجيران من أجل وضعهم في مواقف محرجة!
الدول الأجنبية لديها علاقة عريقة مع يوم كذبة ابريل، ففي ذلك اليوم تتسابق الكثير من القنوات الفضائية عندهم والإذاعات والصحف والمجلات والشركات والمطاعم العالمية لنسج كذبة جديدة لتصدم بها الفرد هناك!
ومن أشهر الأقوال التي تتحدث عن أصل نشوء كذبة ابريل أنها بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيدرأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من ابريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة. وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به فيالأول من ابريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا ابريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى.
ومن أشهر كذبات يوم ابريل ما حدث في الأول من ابريل لعام 1979م، أذاع راديو لندن خبراً قلب بريطانيا رأساً على عقب، حيث أشار الخبر إلى أن الحكومة البريطانية سوف تقوم بإعادة تقويم التوقيت البريطاني حتى يتوافق مع التقويم العالمي، لأن بريطانيا كما أكد الخبر متقدمة عن بقية العالم بمقدار يومين! ويقتضي هذا الإجراء أن يتم إلغاء يومين من أيام السنة حتى تتوافق بريطانيا زمنياً مع بقية دول العالم، وأن اليومين الملغيين هما : 5 و 12 أبريل!. والعجيب في الأمر أن المكالمات التي تلقتها إذاعة راديو لندن لم تتركز على السخط من هذه الدعابة أو حتى على رفض الفكرة، لكنها ركزت على السؤال عن وضع البريطانيين في هذين اليومين، منها أحد مديري الشركات الذي اتصل يسأل: هل يعطي موظفي شركته راتباً نظير هذين اليومين الملغيين أم لا؟! أما الأكثر سخرية فكانت تلك المرأة التي اتصلت لتقول : عيد ميلادي يوم 5 أبريل، ماذا أفعل؟
وفي الأول من ابريل عام 1933م نشرت جريدة (ماديسون كابيتل تايمز) عن انهيار مبنى الكونغرس الأميركي بسبب انفجارات غامضة، و(لتسبيك) الكذبة نشرت الصحيفة صورة مركبة للمبنى وهو ينهار، وهو ما أصاب الأميركيين بالذعر والخوف الشديد!
أعزائي القراء ليس غريبا على الشعوب الأجنبية هوسها بكذبة يوم ابريل، كيف لا؟ وهي لديها نوادٍ للكذب ورابطات للكذب، بل ولديها مواقع إنترنت متخصصة برصد أنواع الكذب وبتصنيفها حسب نوعياتها، مثل : الكذبات اللغوية، الأدبية، السياسية، التاريخية، الدينية، الرياضية، القانونية.. الخ.
والمضحك أن العرب استعذبوا فكرة كذبة يوم ابريل، فأصبحوا يعدون العدة لهذه اليوم عبر نسج الكذب ونشره في الكثير من وسائل الإعلام والمحافل!، والغريب أننا لا نقلد الغرب إلا في الأشياء التافهة عندهم!

 

المصدر: جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.