نبيل الفضل
– ما حدث في جلسة يوم امس من وضع رايات سوداء امام بعض النواب، احتجاجا على قرار مكتب المجلس في تزييف الحقائق وتهوين التهم على مرتكبي جرم اقتحام المجلس، تؤكد مرة اخرى ان الحرية المذكورة في المادة 110 من الدستور والتي تقرر بأن آراء وافكار النائب لا تجوز مؤاخذته عنها بأي حال من الاحوال، انما هي حرية مطاطة يحددها من يريد حسب ما يريد وكيفما يهوى!.
فعندما يرفع احد النواب صورة شيك مسحوب على حساب شخص معروف وينتهك سرية الحسابات المصرفية ويسيء الى سمعة طرفي الشيك، فإن هذه حرية تحميها المادة 110.
وعندما يتشح نواب بالكوفية والعلم الفلسطيني، أي علم دولة اخرى، تحت قبة عبدالله السالم، فإن حرية التعبير لا تهين كرامة القبة ولا كرامة الكويت!!.
وعندما يرتدي نواب وجمهور وشاحا برتقاليا تعبيرا عن مطالب محددة، فإن العم احمد السعدون اول من يدافع عنهم امام اعتراض الرئيس جاسم الخرافي!.
وعندما يرفع البعض صورا لنواد ومقاصف يابانية ونساء الليل فيها فإن ذلك لا ينتقص من هيبة قبة عبدالله السالم ولا تثير اشمئزاز العم بوعبدالعزيز وصبيته.
ولكن رفع راية سوداء صغيرة تعبر عن استياء نواب من جريمة تزوير ارتكبت في مكتب المجلس لتغيير حقائق اقتحام المجلس، فهذه جريمة تحتم رفع الجلسة وتضييع وقت الدولة بحكومتها ومجلسها وشعبها.
رايات أو أعلام سوداء صغيرة وضعها نواب تعبيرا عن استيائهم الشديد هزت من شموخ العم بوعبدالعزيز وانتفضت فيه الحمية على كرامة وهيبة قاعة عبدالله السالم، ولكن اقتحام القاعة ليلاً بعد كسر بابها والعبث بها وبمحتوياتها من قبل مراهقي السن ومراهقي العقل فان العم بوعبدالعزيز ومكتب مجلسه يعتبروه مجرد احتجاج سياسي لا فعلا جنائيا!!!.
وهذا تناقض لا يستوعبه حتى عايض!. بل ولا حتى تايغر.
المهم بالنسبة لنا ليس تناقض السعدون ونواب «السليبات» ونواب «الركب»، المهم بالنسبة لنا أمران.
الأول. أن يحيلوا طلبنا للمحكمة الدستورية على وجه السرعة كي تفصل في تفسير المادة 110 مع اختيها 108 و111 حتى تحدد الحرية النيابية وحصانتها بشكل ينهي الانتقائية في الفهم.
والثاني. ان تصاغ اجراءات واضحة وحازمة للحفاظ على هيبة القبة مما يعتبر اهانة لها، ولا يترك الامر لمزاج رئيس الجلسة أو نائبه، تماما مثلما طالبنا بصياغة حدود لخطاب رئيس السن كي لا يترك الأمر للصدف والامزجة والظروف.
فالفرق بين البشر وبقية المخلوقات هو ان البشر تحتفظ بتجاربها في الذاكرة ثم تسجلها وتوثقها، كي تتلافى اخطاءها في المستقبل، ولا تكون مثل «الهامور» الذي ما ان يفلت من طعم «ميدار دريه» حتى يلتهم طعما في «ميدار» آخر يأتي بأجله.
– كما توقعنا، فقد لحس محمود غزلان صفاقاته في حق الشقيقة الامارات، وتظاهر بانه لم يسمع إساءات القرضاوي وانه يكن كل الحب والتقدير للإمارات شعبا وحكاما!!. وهذا كله كلام جبن واكاذيب اخونجية مصففة لا تفوت على ضاحي خلفان ولا رؤسائه.
كما استدرك سمو الشيخ حمد بن خليفة فداحة ما قذفه فم القرضاوي من عفونة، فأسرع بالذهاب الى دولة الامارات للاعتذار وتطييب الخواطر، مع الوعد بعدم تكرار ذلك الاسفاف.
ويستشف ذلك من تصريح البطل خلفان عندما قال ان القرضاوي قد تم تناسي امره مؤقتا!.
ولكن ضاحي خلفان وجه وجهه شطر طارق سويدان، ونظنه سوف يفضح ما عنده وما عليه وما خفي من امره.
صج لي قالوا اللقافة.. كسافة.
ونتمنى الا يتليقف وجه آخر من وجوه بني اخوان عندنا.
أعزاءنا
عزاءنا للزميل الدكتور حمد المطر وعائلته الكريمة على مصابهم بفقد شقيقته رحمها الله، متمنين ان تكون آخر الاحزان.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق