الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله فارس من فرسان الشرعية الكويتية


أنجبت الكويت درة الخليج ورائدة الديمقراطية في المنطقة على مدى تاريخها عددا من الفرسان البارين بها المضحين في سبيلها بالغالي والنفيس الساعين الى المحافظة على امنها وامانها وحريتها واستقلالها.
وجسد الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح تلك المعاني أيما تجسيد منذ اختياره في مناصبه المتعددة وعمله وليا للعهد ثم اميرا والدا لشعبها ومدافعا عن شرعيتها واستقلالها.
ولا يسع المتتبع لسيرة الراحل في الذكرى الرابعة لوفاته التي تصادف غدا الأحد الا أن يقف اكبارا واجلالا للجهود الجبارة الذي بذلها المغفور له باذن الله الشيخ سعد العبدالله في سبيل الذود عن الكويت وحمايتها من الأطماع الخارجية والتأكيد على وحدة صف شعبها ولحمته.
وكانت بصمات الفقيد واضحة في وضع دستور الدولة الحديثة حيث شارك في لجنة صياغة الدستور وحرص على أن يثري الجلسات بنقاشات تهدف الى الصياغة المثلى للدستور بما يضمن شرعية الدولة وحقوق مواطنيها على حد سواء.
وجاء اختيار الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله لولي عهده الشيخ سعد العبدالله في 31 يناير 1978 بعد أن خدم الأخير في مجالي الدفاع والأمن متقلدا بذلك منصب أول وزير للداخلية وثاني وزير للدفاع في ظل دولة الدستور.
وترأس الشيخ سعد الأمير الرابع للدولة الدستورية 11 حكومة منذ عام 1978 وحتى 2003 أثبت فيها حنكته السياسة في التعاطي مع المتغيرات الداخلية والخارجية التي تهدد أمن الكويت واستقلالها.
وحرص الشيخ سعد خلال فترة ولايته على تعزيز قدرات الكويت الدفاعية والامنية ودأب على الارتقاء بقدرات شعبها البشرية والمادية كما كان له دور محوري في اصدار تشريعات تصب في مصلحة المواطن كتلك المتعلقة بالضمان الاجتماعي والاسكان والتجنيس والتوظيف.
ودعم رحمه الله مؤسسات البحث العلمي وصندوق احتياطي الاجيال القادمة اضافة الى تحديث المرافق العامة لتتناسب مع حاجة المواطنين وعنايته بشؤون الثقافة والاعلام.
ومن منطلق المواطنة الحقة كان الراحل لا يفتأ يذكر المواطنين بحقيقة أن الركيزة الاساسية لبناء اقتصاد قوي وتنمية مستدامة هو تضافر الجهود وتعاون القطاعين العام والخاص بما يحقق النفع والتقدم للكويت دولة وشعبا.
ولما كان العلم والتعلم هو معيار نهضة الشعوب وتقدمها حرص الراحل على الارتقاء بالتعليم بمختلف مراحله مع عدم اغفال غرس قيم الانتماء والولاء وحب الوطن.
وتبنى الفقيد النهج السلمي ايمانا منه بأنه الطريق الأنجع لحل المشكلات لاسيما تلك التي يمر بها الوطن العربي الكبير مؤكدا بذلك أهمية القومية العربية ودورها في التعاطي مع القضايا المصيرية.
وحرص رحمه الله على التواصل مع قادة الدول الشقيقة والصديقة جاعلا من الخليج نقطة لانطلاقه ومؤكدا بذلك أهمية الكويت البلد الصغير جغرافيا والكبير بسياساته الخارجية وعطائه اللامحدود.
أما عن الشيخ سعد الوالد فقد حرص رحمه الله على أن يكون قريبا من المواطنين ليكون بذلك خير خلف لخير سلف فخصص بذلك يوما لاستقبال المواطنين والاستماع الى مشكلاتهم والعمل على حلها وكان ذلك يوم الاثنين من كل اسبوع.
ويستذكر الشعب الكويتي دور الوالد الشيخ سعد رحمه الله ابان الغزو العراقي في تفقد أحوال الكويتيين في الخارج والحرص على تأمين الأوضاع المعيشية للصامدين من أبناء الكويت في الداخل.
كما لا تزال كلماته في اليوم الثالث للعدوان راسخة في أذهان الكويتيين حيث أكد فيها اهمية التلاحم والالتفاف حول الشرعية الكويتية مما اعطى الشعب الكويتي دفعة معنوية نحو المقاومة والصمود.
واتخذ رحمه الله خطوات مدروسة لسياسي محنك ابتدأها بلقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ناقش خلاله الوضع القائم وكيفية التحرك لاستعادة الكويت من براثن العدو.
وتوالت زيارات ولقاءات الراحل مع قادة الدول الشقيقة والصديقة وشملت مصر وسوريا وتركيا والمغرب والجزائر وتونس وغيرها من الدول حتى رأت الكويت فجر التحرير فكانت ولادة جديدة لدولة الأحرار.
وشهدت السنون التي تبعت تحرير الكويت تفانيا واصرارا من الراحل على اعادة اعمار الكويت والمضي قدما في طريق التقدم والرقي مع حكمة في التعامل مع معطيات تلك المرحلة.
وفي 13 مايو من عام 2008 غيب الموت جسد فقيد الكويت لتبقى ذكراه خالدة في قلوب أبنائه وأمته أبد الدهر

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.