سامي خليفة: إلى وزير الفلتان الأمني

بعد الاعتداء الآثم أربع مرات متتالية على بيتٍ من بيوت الله تعالى في الدعية! وبعد سرقة عشرات الآلاف من ذخائر مستودع ميدان الرماية في «كاظمة»! وبعد قيام الحواضن التحريضية من حملة فايروس الحقد الطائفي والعنصري ببث سمومها لشق الصف، واستهداف الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتماسك الاجتماعي! وبعد دخول دولة العدو الصهيوني إلى عمق المؤسسات الأمنية في الكويت! وبعد كم السرقات والوفيات التي وصلت إلى أرقام لا تُعقل وتدق ناقوس الانهيار المجتمعي!
بعد كل ذلك أوجه تساؤلي إلى الشيخ أحمد الحمود بصفته وزيراً للداخلية، والمسؤول الأول عما يجري اليوم من مآسٍ: ماذا تنتظر أكثر من ذلك لتعترف أنك لست الشخص المناسب في هذا المنصب؟! متى تقر لأهل الكويت بتواضع أدائك؟! ومتى تعلن أن ما فعلته من «إنجازات» لا تذكر، هي بحق لا ترتقي بتاتا إلى حجم التحدي الذي أدى إلى عدم ثقة الناس بالمؤسسة الأمنية؟! متى تترجل عن هذا المنصب وتتركه لغيرك من أهل الخبرة والتخصص والحسم والحزم والعزم؟!
وكيف لنا اليوم أن نتصور استقرار الأمن الاجتماعي في البلاد، ونحن نرى استشراء هذا المناخ الموبوء، منبعه ضعف أداء يمثل بحق مهزلة حقيقية لا يمكن السكوت عنها؟! نقولها صراحة.. لماذا لا تنزل إلى الشارع والميادين والطرقات لتباشر بنفسك قيم الضبط والربط عند رجال الداخلية التي انعدمت تماما أمام مرأى ومسمع عوام الناس؟! لماذا لا تذهب إلى المخافر والمؤسسات المعنية بخدمة المواطن وغيرها التي تعاني من الروتين والبيروقراطية لتجد بنفسك كم هو حجم التدهور الذي أصابها؟! لماذا لا تتعاطى بنفسك مع المتضررين من المراجعين لتتلمس حجم معاناتهم؟! لماذا لا تواجه بنفسك تفشي ظاهرة المتمردين على الأمن العام؟!
لقد تحدثنا مع بعض نواب الأمة عما يجري في البلاد من خلل أمني كبير، وكيفية التعامل معه لحله جذرياً أو على حد أقل التقليل من ضرره على الناس، فكانت جل الإجابات تشير إليك دون غيرك، محملة إياك المسؤولية المباشرة قصورا لا تقصيراً وتقاعساً جليا وبيّناً. يقول أحدهم إنك مركزي في أدائك، ومعظم كبار المسؤولين في الوزارة مسلوبو الصلاحيات، وغير مطلقي اليد لخدمة الناس وتسيير مصالحهم من جانب، وصلاحيات أخرى من شأنها إعادة الهيبة للمؤسسة الأمنية من الجانب الآخر! ويقول آخر كيف لنا التعاون مع الوزير بوجود صفة التعالي عنده! وسمّاك ثالث بوزير الفلتان الأمني! ومنهم من اتهمتك بالهروب عن مواجهتها على منصة الاستجواب لمساءلتك عن التجاوزات المهولة في وزارتك مقابل ضعف الأداء!
لقد طفح بهم وبنا الكيل، ولم يعد مقبولا أن تتوالى تلك المؤشرات التي تدل على سقوط هيبة الدولة وانتهاك القانون، وغياب الأمن والأمان، لذا نقولها لك أيها الوزير مع كامل احترامنا لشخصك الكريم: كن بحجم المسؤولية وتقدم باستقالتك إن كنت جاداً في طموحك بتحسين أداء تلك المؤسسة الغاية في الأهمية.

المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.