عزيزة المفرج: ليش تبون مطار عود

ككويتيين صار من أوضح صفاتنا التذمر والشكوى، لا يعجبنا في بلدنا شيء حتى لو كان عجبا، نعشق توجيه اللوم والانتقاد، ونملك عيونا ساخطة لا ترى الا السلبيات والعيوب، نجتمع في المكان وهات يا جلد بالكويت، وهو تصرف جعل بعض الوافدين يقومون بالمثل، فتجد حتى الهارب من القمع والظلم في بلده، يسحب عصاه ويمعن ضربا في البلد الذي أطعمه من جوع، وآمنه من خوف، على الرغم من ان الكويت تضع بلده تحت ابطها وتتمشى فيها في الأفنيوز، في مختلف المجالات. في احدى سفراتنا تعبنا، وأكلنا هوا ونحن نتنقل جيئة وذهابا بين مكتبين من أجل الحصول على قيمة الـTax Free، وكان المبلغ في الحقيقة يسوى، وكان ذلك في احد المطارات الأوروبية الكبيرة. كان أحد المكتبين يقع في الدور الأرضي، والآخر يقع في الدور الثاني، وبين الاثنين مسافة تقطع القلب لمن يشكو من عوار الركب، كما كان علينا الانتظار في الدور في كل مرة، دع عنك ثلاثة مسافرين يهود جالسين ينظرون لنا ونحن رايحين رادين، في حالة أشبه ما تكون بالكوميديا الضاحكة. تم الأمر بحمد الله، والتفتنا نبحث عن باقي أفراد المجموعة وقائدها فلم نر أحدا منهم، وبدا واضحا أنهم قصدوا القاعة حيث بوابة السفر بعد ان انتهوا من تناول المأكولات الخفيفة، والتسوق في السوق الحرة، أثناء انشغالنا في معمعة استعادة الحقوق.وجدنا أنفسنا نقع في معضلة اللحاق بهم، فالمطار كبير وواسع، وفي الحقيقة كان المطار يضيّع. نزلنا بالمصعد كما وجهنا أحدهم فرأينا أمامنا ممرا طويلا جدا لا يسير فيه أحد، ولا يبدو في نهايته شيء فوقعنا بين حانة ومانة. ماذا لو كان من دلّنا عليه مخطئا، خاصة أنه كان يتكلم انجليزية ضعيفة، وماذا لو لم نجد مبتغانا في نهاية ذلك الممر خاصة ان معي من تجدن صعوبة في المشي لمسافات طويلة. فضلنا الصعود مرة أخرى، وأخذ التوجيه من شخص آخر، لكي تطمئن قلوبنا، وقد كان.وصلنا لصالة المغادرة لاهثات، مقطوعات النفس، وكانت المجموعة التي أنهت أمورها بكل سهولة يسر، على وشك انهاء اجراءات دخول الطائرة. ركبنا الطائرة ونحن، كما نقول بالكويتي، نهطل عرق أولا للجهد الذي بذلناه في تخليص أمورنا، وثانيا لخوفنا من ان تفوت علينا الرحلة، وثالثا لأن كلا منا كانت تجرّ حقيبة بيد، وتحمل كيسا باليد الأخرى وهو أمر متعب. قصدي من هذا كله، ان المطارات الكبيرة مجهدة، ومتعبة، وبالتالي فما أحلاه مطارنا الصغير، المجكنم، الذي لا تتعب ولا تضيع فيه، سواء وأنت مغادر أو وأنت واصل، مطار لا تضيع فيه أبدا. بالتالي لا مبرر لتلك اللغوة وذلك النق الكثير حول مطارنا الدولي، والرغبة في آخر جديد يضاهي مطارات الدول الأوروبية ودول الخليج كدبي والدوحة مساحة وتعقيدا. ما نريده ونتمناه حقا هو ان يضاهي مطارنا مطارات الدرجة الأولى نظافة والتزاما بالقوانين، فلا نرى العاملين فيه يدخنون السجائر، ويسمحون بمرور الممنوعين من السفر، وأن يضاهيها حداثة وتجديدا، وأن تكون تجهيزاته راقية وليس من نوعية ما طاح حظه، ورخص ثمنه، كسلال القمامة البلاستيكية التي تزود بها دورات المياه فيه، وأن يضاهيها رقابة واشرافا، فلا نرى، مثلا، من يحدث شقوقا في كنبات القاعات ويفر بسوء عمله من العقاب، وبهذه المناسبة، أوجه رسالة لادارة الطيران المدني، هلا فحصتم مجموعة الكنبات الجلدية في الصالة الداخلية القريبة من المطاعم، لتشاهدوا بأعينكم اهمال الرقابة وما يفعل!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.