الكويتية تفوح عطرا

لم يعد مظهر المرأة وأناقتها يكتملان من دون عطرها الخاص الذي يبرز شخصيتها، فلا تخلو حقيبة المرأة الكويتية بصورة عامة من زجاجة عطر على الاقل، وتلجأ أخريات إلى وضع زجاجة من عطرهن المفضل في سيارتهن، بينما قد تجد عالما من زجاجات العطور مختلفة الاحجام والانواع داخل غرفة البعض الآخر. وقد اشتهرت نساء الكويت بالتطيب بالعطور الشرقية خصوصا ذات الروائح النفاذة والثقيلة في فصل الشتاء وفي بعض المناسبات الخاصة، والتي لها ارتباط تاريخي وتراثي ببلدهن وبمنطقة الخليج، وأيضا العطور الفرنسية ذات الماركات العالمية خفيفة الرائحة ومتعددة الاستعمالات لفصل الصيف، اضافة الى الخلطات الخاصة للاستعمال اليومي وللبيت واخرى للعمل. وهذا العالم المتنوع اكسبهن خبرة كبيرة في التعرف الى انواع العطور المختلفة وطرق صناعتها ومكوناتها المتعددة.

وللتعرف أكثر الى مدى ارتباط النساء بالعطور وشغفهن بها، وماذا يفضلن من أنواعها الشرقية الطبيعية ام الغربية العالمية، التقينا بعدد منهن، وكانت الحصيلة التالية:

تقول فاطمة الخليفة:

– العطور غرامي وعشقي، ولا أستطيع الاستغناء عنها، فهي تلازمني في حياتي اليومية، وبالنسبة لي هي أهم من أدوات التجميل والماكياج، ففي حقيبتي دائما ما لا يقل عن زجاجتي عطر غير ما أضعه في السيارة، وفي غرفتي لا أستطيع حصر عدد زجاجات العطر لدي.

وعن عطرها المفضل تضيف:

– أفضل استخدام العطور الثقيلة والخلطات العربية، فالعطور خفيفة الرائحة لا تستهويني. والنزول لشراء العطور هواية مفضلة لي، فأظل أبحث كثيرا عن عطوري المفضلة، والكثير منها غير موجود في الكويت، لذلك أشتريها عند سفري للخارج. كما انني اكتسبت خبرة كبيرة في تركيب الخلطات المختلفة من كثرة اطلاعي على عالم العطور.

وأول ما أفعله عند استيقاظي صباحا هو التعطر، اذ أشعر بأنه يرد لي الروح، وحتى عندما أمرض أشعر بأنه ينعشني وينسيني جو المرض.

وتضيف:

– قبل أن تنتهي زجاجة عطري المفضل، أبدأ في البحث عنه واشتري منه 3 أو 4 زجاجات. كما يغريني معرض العطور الذي يقام سنويا في أرض المعارض، حيث تعرض جميع الشركات منتجاتها، فتكون فرصة لاطلاعي على أحدث المنتجات العالمية والمحلية في هذا المجال.

العطر الشرقي

ترتبط فيحاء السعيد أيضا بعالم العطور وتقول:

– أنا من محبي العطور بشكل غير طبيعي وامتلك الكثير من أصنافها، فلا تخلو حقيبتي أو سيارتي من زجاجتين على الأقل. وأفضل العطور الشرقية التي لها بريق خاص يتميز به مجتمعنا الخليجي الذي برع في انتاج العديد من الأصناف ذات الروائح النفاذة والقوية التي تطول مدتها على الملابس، ومنها الورد والعود والمسك والمخلط والعنبر، التي غالبا ما تستخدم في فصل الشتاء لتركيزها العالي وقوة رائحتها.

أما في فصل الصيف وأيام الربيع فأميل لاستخدام العطور الفرنسية لهدوء وخفة رائحتها، فالشركات العالمية أيضا تجتهد لتنتج عطورا فاخرة تستهوي معظم الناس.

ولا أكتفي فقط باستخدام العطور وانتقائها، لكني أقرأ الكثير حول تركيباتها، وقد اكتسبت خبرة لا بأس بها في اختيار عطري المفضل من طريقة الخلطة. واشتري ما يناسب قدرتي المادية، فمثلا لو كان سعر العطر 200 دينار فلا أشتريه، حتى إن أعجبتني رائحته.

العطور القديمة

وتؤكد صبيحة السعدي على أهمية اقتنائها للعطور بشكل عام والقديم منها بشكل خاص، ولها في ذلك شبه طقوس، فلا تذهب للنوم قبل أن تتعطر. وتستطرد قائلة:

– لكل فصل من فصول السنة استخداماته الخاصة من العطور، فدهن العود والورد والبخور استخدمها في الشتاء لرائحتها القوية التي تظل لساعات على الملابس على عكس العطور الفرنسية الخفيفة التي أفضل استعمالها في فصل الصيف.

وعن أسلوبها في الشراء تضيف:

– لا اشتري الا الزجاجات ذات الحجم الكبير لتظل عندي لأطول فترة ممكنة، وأبحث دائما عن العطور القديمة المفضلة الي والتي لا استغني عنها، فأكرر استعمالها، وغالبا ما أجد صعوبة في الحصول عليها. لذلك عندما أجدها اشتري كميات منها لصعوبة توافرها في الاسواق الكويتية التي غالبا لا تعرض إلا الجديد فقط، وهذا ما يجعلني أبحث عما أريد عندما أسافر في المطارات الدولية.

واعتبر نفسي من هواة جمع العطور المميزة، فلدي أكثر من 20 زجاجة عطر، ولحبي لها أضعها دائما أمامي وأحرص على الاستخدام المتبادل بينها حتى لا تنفد سريعا. ولكل منها استخداماته، فهناك العطر اليومي وآخر للمناسبات والحفلات المهمة.

هواية مفضلة

وتداوم طيبة المحارب على شراء عطر جديد شهريا معتبرة ذلك هوايتها المفضلة، كما تستهويها العطور الفرنسية أكثر من العطور المخلوطة ما بين الفرنسي والعربي، وتقول:

– إن أحببت رائحة عطر ما، لا يوجد مانع من تكراره، وذلك ما أفعله مع احدى الماركات التي تعجبني عطورها بشدة. وانتظر الجديد في معرض العطور لتتاح لي فرصة أكبر في اختيار ما أريد من بين مئات الشركات التي تعرض أفضل وأحدث ما لديها للزبائن.

ولدي ما يزيد على 15 زجاجة عطر في غرفتي غير ما أحمله في حقيبتي وفي السيارة وفي مكتب عملي، فالعطر يعد مكملا اساسيا للمظهر الخارجي وشعورا بالنظافة والارتياح النفسي خصوصا عند السلام على الناس.

الشراء عند الحاجة

وتختلف نظرة شهد سالمين للعطور عن غيرها، فليس ضروريا أن تشتري كل جديد في عالم العطور:

– الكثير والكثير من العطور الرائجة لا تعجبني، ولا اشتري العطر إلا عند حاجتي له، فمجموعة عطوري لا تتعدى 12 زجاجة.

وتستطرد قائلة:

– سوق العطور كبير ويشهد تطورا سريعا وتنوعا كبيرا، فهناك عطور للنساء وأخرى للرجال وثالثة للاطفال، وأيضا لكل وقت ومناسبة عطرهما الخاص، فالشرقي من عود وعنبر للمناسبات الخاصة لقيمته العالية وتميزه بأنه مصنوع من مواد طبيعية لا تسبب ضررا أو ضيقا في التنفس إضافة إلى أن رائحته تظل لفترة طويلة على الجسم والملابس، أما العطور الغربية فتعد طيارة لذلك يحسن التعطر بها في الحياة اليومية العملية. ومع ذلك يبقى لكل فرد الحرية في اختيار ما يريد من مئات الأصناف المعروضة أمامه وفق ذوقه وامكاناته.

هدية ذات معنى

تفضل ريم ابراهيم أن تقدم العطر كهدية لصديقاتها في المناسبات المختلفة، وترى أنه هدية ذات معنى وقيمة تدخل الفرحة والابتسامة على من تقدمها لهن «وهي واحدة منهن» وتقول:

– أحب العطور الفرنسية ذات الماركات العالمية بشكل جنوني، ولا أتخيل يومي دون التعطر بأحدها، وأتردد كثيرا على محلات العطور للاطلاع على الجديد دائما لشراء ما يناسب ذوقي.

وتتنوع استخدامات مجموعتي العطرية في اليوم الواحد فمنها ما استخدمه للصباح في العمل ويتميز برائحته الخفيفة المائلة للفواكه والروائح المنعشة. أما في الليل والمناسبات الأخرى فأفضل استخدام مجموعة العطور الثقيلة إلى حد ما تتناسب مع المكان الذاهبة اليه والمناسبة التي أحضرها. ولا استطيع الجلوس في اي مكان من دون التعطر الذي يعطيني شعورا بالارتياح النفسي والانتعاش اضافة الى النظافة.

عادات خاصة لمجتمعنا

ولا تفضل شيماء الدوسري العطور الفرنسية عن العربية وتقول:

– لمجتمعاتنا الخليجية عادات خاصة بها ومنها حب استخدام العطور الشرقية التي لها قيمة وطابع خاص وأصالة تميزنا كخلجيين عن غيرنا من المجتمعات العربية، حتى أن الأجانب يقدرون معنى إهدائهم عطرا شرقيا، لأنهم يدركون قيمته العالية وانه من التراث الخليجي، حيث تفنن أهل الخليج في انتاج أطيب العطور التي تتعدد استخداماتها، فمنها يستخدم للأعراس ومنها لفصل الشتاء كالعود الذي يعد سيد الأطياب وأغلاها ويفضل في الاعراس، ومنها ما يستخدم لفصل الصيف كالمسك، ومنها للبيت من بخور ومعمول وغيره.

وتشير شيماء الى أنها اكتسبت خبرة في مجال العطور من مداومتها على شرائها:

– لا تخلو أرفف التسريحة في المنزل من مجموعات عطرية مختلفة الحجم والاستعمالات، فلدي ما يقرب 9 زجاجات، وأغلى عطر اشتريته كان سعره 50 ديناراً لدهن العود.

زجاجات للزينة

وتشتري نهى محمد كل ما يشد انتباهها من أشكال مختلفة لزجاجة العطر:

– أعمل على جمع الزجاجات مميزة الشكل من مختلف الماركات العالمية والمحلية لأزين بها الأرفف الخاصة في غرفتي وفي منزلي. وأنا أضع زجاجات العطر بجانب التحف التي أجوب الكثير من الدول بحثا عنها، فهوس اقتناء الاشياء الغريبة والفخمة يلازمني منذ صغري، وقد ورثته من امي التي طالما أحبت تخصيص ركن لتلك الأشياء، ومنها العطور التي تتنافس الشركات لعمل أشكال مختلفة من زجاجاتها تجذب المشتري.

وهذا بالفعل ما يحدث معي، حيث انجذب بشدة كبيرة لشراء العطر الموضوع في زجاجة جميلة بغض النظر عن ثمنه، وكذلك رائحته إن كانت حلوة أم لا، فإن أعجبتني رائحته أستخدمه الى ان تنتهي الزجاجة لأضمها الى مجموعتي التذكارية، وان لم تعجبني أضعها لتكمل مجموعتي مباشرة.

ولدي ما يزيد على 130 زجاجة عطر في «الفاترينا» اضافة الى 5 عطورات استخدمها في يومي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.