اسمحوا لي ان اعلق على موضوع قد لا يكون صحيحا، وهذا ما اتمناه من كل قلبي… واعرف ان الكتابة فيه ستفتح نيران الله الموقدة كلها على شخصي من بنات جنسي.. ولكني اعذر من له العذر.
هناك اخبار تقول ان مجلس الوزراء الموقر سيقر صرف راتب للمرأة غير العاملة وبلغت الــ 55 عاما وسيعدل السن الى 40.. وهذه بنظري مصيبة المصائب بحق المرأة نفسها اولا وبحق الوطن ثانيا.. اعيد واكرر.. اتمنى ان تكون هذه الاخبار غير صحيحة.
هل هناك نظرة متخلفة بحق المرأة اكثر من هذه والتي تشجع على ابقاء المرأة في بيتها والا تساهم في بناء وطنها والمشاركة في تنميته وهي التي تجاوزت نسبتها نسبة الرجال 35 في المائة من شعب الكويت نساء.. هي لا تدعوها بل تشجعها بتسهيل التفكير فيه.
هل هناك سبق اصرار على تهميش المرأة وتجميدها وتقييدها باغلال التخلف في تشجيعها على البقاء في بيتها ويدفع لها مقابل ذلك من قبل الحكومة الرشيدة؟.. من هو الشخص غير المسؤول صاحب هذه الافكار المتخلفة؟ ومن هم المتخلفون ايضا الموافقون على هذا النوع من القرارات؟
المرأة استعادت والحمدلله الكثير من حقوقها في العمل او الاسكان… البدلات بدأت تعود اليها… القرض الاسكاني تعادل لها مع الرجل… لها حق الانتخاب والترشح… تشارك بكثير من المسؤوليات ونجحت فيها الحمدلله… وكلها خطوات ايجابية تسجل للمرأة في الكويت… وفجأة يتحفنا مجلس الوزراء بخطوة عملاقة للوراء.. الحذر الحذر من هذا الموضوع او التحايل عليه بوضع ضوابط له كما يتهيأ للبعض… لان الضوابط من كثرتها ستكون هي الاصل.. والوضع العادي هو الاستثناء.. ولا تفتحوا ابوابا مغلقة لان النيران التي ستخرج منها ستحرق ما تبقى لنا من كرامة عند الامم المتحضرة.
بالاضافة الى ما نقوله للاجانب اننا شعب يتعلم بالمجان ويطبب بالمجان ويتزوج تقريبا بالمجان ويسكن تقريبا بالمجان ويأكل تقريبا بالمجان ويموت بالمجان… ولا يدفع ضرائب… ولا يجرؤ احد حتى ان يفتح هذا الموضوع عندنا… ونقترض فتدفع فوائد قروضنا… واذا تعسر دفعنا فهناك من يفكر في راحتنا… واذا لم نجد عملا فلا ضير ابدا من ان نستمر كذلك سنوات طويلة فبدل البطالة موجود.. واذا عملنا في القطاع الخاص فهناك من يعوضنا الفرق مع الراتب الاعلى في القطاع الحكومي الذي يدفع اكثر بكثير جدا مما ننتج فيه.. واذا موعاجبكم هذا كله… فنساؤنا ايضا يدفع لهن ليبقين في بيوتهن.
ومن باب العدل والمساواة ووفق ما ينص عليه دستورنا العظيم فمن باب العدل ايضا ان يصرف للرجل وبسن المرأة نفسها وظروفها راتب شهري للاسباب نفسها… والا اشمعنى المرأة؟.. وعلى ما اذكر فان قرارا بهذا الشأن تقدم به بعض النواب الاسلاميين في المجلس المبطل او الذي قبله بهذا المعنى… وللاسف حكومتنا الرشيدة تباركه اليوم.. اذا صدق الخبر.
لماذا تعليم المرأة ولماذا الصرف عليها اذن؟… لماذا ارسالها للجامعات العالمية ولماذا التشدق بها والفخر بانجازاتها في العالم الخارجي… اذا كان ينتظرها قرار صرف راتب لها لتبقى في بيتها؟… اعلم ان هناك من سيقول بوجود ضوابط متشددة تحكم الموضوع… ولكن صدقوني اننا لو جلسنا من الآن الى الغد نذكر الاستثناءات فلن ننتهي منها ابدا.
اين لجنة المرأة بمجلس الامة واين رأيها بالموضوع؟… اين رأي الجمعيات النسائية؟.. وهل تم اخذ رأي هذه الجهات بهذا القرار؟.. كفانا تخبطا واصدار قرارات غير مدروسة ابعادها على المواطن الكويتي نفسه وعلى الوطن بشكل عام… لمجرد ارضاء فئة محددة لا تشكل نسبة عالية او اغلبية… نقع في مطبات لا يعلم الله مداها وعقباها.
وكما كتبنا وكتب كثيرون غيرنا… اننا اصبحنا شعبا تمهده الدولة بعد ولادته وتكفنه بعد موته بالمجان… وسيأتي اليوم اذا ما اقر مثل هذا القرار.. سنجلس كلنا في بيوتنا ويدور المحاسبون علينا يغرفون من اكياس يحملونها على ظهورهم يدفعون لنا الدنانير مقابل اكلنا وشربنا ونومنا…. وشخيرنا.. واذا تأخروا يوما عنا.. خرجنا في تظاهرات تسب وتلعن بهم.. ما بقي بعد الا ان يتأخروا في دفع رواتبنا ونحن من لم نتأخر ثانية واحدة في الاكل والنوم…… والشخير.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق