(التوبيك) هو العبارة العامة التي تُستخدم للتعبير عن الحالة الخاصة للفرد في بعض الهواتف التي تستخدم برامج المحادثة الكتابية. للنساء مع التوبيكات علاقة وطيدة ومثيرّة وحدّث ولا حرج، حيث أصبح الاعتناء والاهتمام بالتوبيك شيئاً روتينياً عند النساء، مثله مثل المرآة والمكياج والعطورات والاكسسوارات اليومية!
فخلال لحظات قصيرة في تصفح التوبيكات النسائية سوف تعرف النساء أخبار بعضهن البعض كنشرة الأخبار المفصلة الدقيقة، فتلك من التوبيك الخاص بها ستعرف أنها حامل، وتلك من توبيكها ستعرف أنها مخطوبة، وأخرى وضعت توبيك كئيباً لأن زوجها طلقها، وتلك صنعت صحن جريش وكتبت عبارة عن الجريش اللذيذ وفوائده، وأخرى دخلت معهداً صحياً لإنقاص وزنها الذي تجاوز 100 كيلو غرام فذهبت ووضعت عبارة عن الرشاقة، وأخرى ستسافر سياحة عن قريب فوضعت عبارة لتخبر رفيقاتها عن سفرها هذا لكي تغيظهم، وأخرى وضعت مولوداً وستعمل حفل استقبال في المستشفى فدعت رفيقاتها له عبر دعوة عامة في التوبيك!
والمضحك المبكي أن تستخدم النساء التوبيكات في حروبهن الاجتماعية، فيتبادلن تراشق العبارات والأمثال وأبيات الشِعر في ما بينهن، ويزداد الضحك والبكاء عندما تتسع دائرة الخلاف بين اثنتين من النساء المتخاصمات عبر التوبيكات لتمتد هذه الحرب التوبيكية إلى شقيقاتهن وصديقاتهن وزميلاتهن وجاراتهن على سبيل الفزعة والمساندة اللوجستية، فيصبح هناك جيشان متقابلان من النساء اللاتي عقولهن مصرقعة، فيُشن الهجوم بأقسى العبارات التوبيكية من خلال الهمز واللمز والاستنقاص والازدراء بينهن، دون وقوع أي ضحايا من كلا الطرفين للأسف!
يال النساء ويال سخف عقول بعضهن، فمن خلال التوبيكات كم وكم وقع بينهن زعل وغضب وقطع علاقات! والمسألة في الآخر ليست إلا عبارة كُتبت بشكل غبي أو فُهمت بشكل غبي فاشتعلت الحرب التوبيكية لتلتهم كل تلك المحبة والاحترام والصداقة التي كانت موجودة بينهن. أيتها النساء وبالتحديد صاحبات العقول الطقطاقية، التوبيك الأجمل هو الذي يحتوى على آية أو حديث نبوي أو حكمة أو بيت من الشِعر أو عبارة جميلة تعكس وعي فكر صاحبتها وأناقة روحها، فلتكُفَن عن تلك السخافات التي تتداولنها عبر التوبيكات من أمور الهمز واللمز والنغزات في ما بينكن، ولا تستخدمن التوبيك كحبل الغسيل الذي تنشرن عليه ملابسكن فتبقين عاريات من ستر العقل والروح.
@alrawie :Twitter
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق