فيصل الشريفي: ذكرى الرشيدي وتحديات الجمعيات التعاونية

لا أريد أن أكتب عن أهمية الدور الذي تقوم به الجمعيات التعاونية، فلا يمكن لعاقل إنكاره في توفير الحاجات الأساسية والكمالية إلى جانب دورها الاجتماعي، كما أنها أضحت بمنزلة مجمعات تجارية مصغرة تخدم أغلب مناطق دولة الكويت.
اتساع هذا الدور كما قلت كبير ومتطور؛ لذا لا بد من مواكبة تلك التطورات من ناحية إحكام الرقابة المالية والإدارية من قبل الجهات المعنية من خلال سن قوانين وتشريعات تواكب ذلك التوسع والتطور.
الدولة تقدم خدمات مهمة وكبيرة من ناحية توفير الأراضي والمبالغ المالية الكبيرة لإنشاء البنى الأساسية للجمعيات، وهي تعد بمنزلة المساهم الأكبر بطريق غير مباشر لميزانياتها؛ لذا لا يوجد ضرر من المزيد من الرقابة على المصروفات المباشرة وغير المباشرة لمنع من تسول له نفسه استغلال منصبه، كما أن قانون توظيف العمالة يحتاج إلى رقابة مستمرة من قبل وزارة الشؤون ودعم العمالة.
هناك بعض الملاحظات على عمل الجمعية العمومية التي قد يكون دورها أكبر مما هو مطلوب؛ لأنها بالأخير تعطي صك البراءة لأعمال المجالس التي تنتهي فترة ولايتها حين تعتمد التقرير الإداري والمالي. نعم نعرف أن هناك مكاتب محاسبة ولكن بعضها غير مؤتمن على أموال المساهمين؛ لذا إلحاق الرقابة المالية بديوان المحاسبة أو إدراجها بالبورصة مهم.
البعض يتقدم بشكاوى ضد اختلاس أو شبهة تنفيع لوزارة الشؤون لكن أغلب تلك الشكاوى تضل طريقها أو لا يتعامل معها بالشكل المناسب، ومن هنا نطالب الأخت المحامية الوزيرة ذكرى الرشيدي أن تبادر بمراجعة شاملة لقانون الجمعيات التعاونية.
أكثر من خمسين جمعية موزعة على ضواحي ومدن دولة الكويت، هذا غير الأفرع تدير مئات الملايين يسيل لها اللعاب، أضف إليها آلاف الموظفين بعضهم يعمل ويحلل راتبه والبعض الآخر عمالة وهمية “تنفيع”.
لا أحد يخفى عليه أن انتخابات الجمعيات قد بدأ استغلاله لأغراض أخرى غير العمل التعاوني، وأنه أصبح بوابة لتحالفات القبلية والطائفية؛ لذا معالجة هذه الجزئية في ذمة الوزيرة وذمة مجلس الأمة !!
بعض الإخوة من أعضاء بعض المجالس يستشهدون ببعض التجاوزات في المصروفات كرحلات العمرة والشاليهات وأيضاً طلبات الشراء التي تفوق احتياجات المستهلكين بأضعاف المرات، علماً أن الموردين يتسلمون أموالهم مسبقاً دون الالتزام بالدورة المستندية المقرة من وزارة الشؤون.
موضع آخر في غاية الأهمية يخص عقود الصيانة بكل أنواعها (أجهزة كمبيوتر، أرضيات، أصباغ، سيراميك ورخام، أجهزة تكييف، وغيرها)، حيث الإجراءات تتم بطريقة متفاوتة بين جمعية وأخرى حسب الذمة!

ابتسم مع “أبو حمد”
فريق “ابتسامة” يرأسه ولد الخال فهد عبدالرزاق الشريفي سيقوم بإطلاق حملة وطنية تطوعية تنطلق من مدارس الكويت ولمدة خمس دقائق مع طابور الصباح، أتمنى لها النجاح عسى أن تصيبنا عدوى الابتسامة، فنحن بحاجة إليها “يا بو حمد” بعد أن لعبت بنا السياسة!!!
ودمتم سالمين.

المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.