أغلب الناس يعتقدون ان الكويتيين اثناء الاحتلال العراقي كان لهم موقف مشرف في الولاء لما سمي بالشرعية الكويتية او الاسرة الحاكمة. ويلجأ كل من يتعرض لغبن او يرى تعسفا او حتى اهمالا سلطويا لما يعتقد انه حق من حقوقه العامة الى التذكير بهذا الموقف. والى اتهام الاسرة الحاكمة بنكران الجميل او التخلي عن الشعب الكويتي، وعدم تقدير صموده ودفاعه عن شرعية حكم عائلة الصباح للكويت. انا اعتقد انه ليس من المفروض ان يكون في هذا منَّة، ولا اعتقد ان الاسرة الحاكمة من المفروض ان تحمل فضله. لان الكويتيين كانوا يدافعون عن وجودهم وحقوقهم وخياراتهم الانسانية قبل كل شيء. على الاقل بالنسبة لي، هذا كان سبب صمودي. وتمسكنا بالشرعية والولاء وقتها للاسرة الحاكمة كان احدى وسائل الحفاظ على الوجود قبل الحقوق.
اغلب الناس ايضا، يعتقدون ان الاسرة الحاكمة «كافأت» الكويتيين على هذا الولاء المفترض والموقف المشرف بان اعادت العمل بالمجلس الوطني، غير الشرعي وغير الدستوري في تحد لاتفاق جدة ونقض لما تعاهد الكويتيون عليه.. علما باني اعتقد ان المرحوم الشيخ جابر الاحمد «اقال» المجلس الوطني وانهى استمراره علنا في اول خطبة له بعد التحرير بمناسبة العشر الأواخر من رمضان.. لكن لسبب ما او بقوة ما استمر المجلس الوطني.
الكويت التي ضاعت بالغزو. كادت ان تضيع، حسب ما اعلن حضرة صاحب السمو قبل شهور. لكن الشعب الكويتي وقف مرة اخرى بجانب القيادة الشرعية لاستعادة الكويت ونظامها واستقرارها السياسي الذي اشرف على الضياع.
لكن الشعب الكويتي وقف مع القيادة واضفى الشرعية الدستورية على الخطوات الضرورية التي مكنتها من انقاذ الوضع واستعادة ما ضاع. ووقف العبث والتحدي الطفولي الذي اصر على ممارستهما بعض الكويتيين.
شارك الكويتيون في الانتخاب، وتحدوا انفسهم وتحدوا اهلهم وابناءهم في سبيل دعم الاسرة الحاكمة والالتفاف حولها.
بعد كسب معركة الانتخاب، واستعادة الكويت التي كادت تضيع.. تتم اليوم «مكافأة» الشعب الكويتي او المشاركين بالذات عبر محاولات فرض قانون المطبوعات المجنون.. تماما كما تم فرض المجلس الوطني.. فما اشبه الليلة بالبارحة!
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق