عبداللطيف الدعيج: عباس رئيساً..!


السيد عباس الشعبي، الذي يبدو انه يتمتع بحماية رئيس مجلس الامة السيد خالد سلطان ورعاية الرمز الوطني احمد السعدون وبقية كتلة الاغلبية، كشف مؤخرا عن فكر المعارضة الجديدة ومبادئها التي اراد ان يوحي لنا بانه قائد نوابها وموجههم.

«الشعبي» الذي يشاع انه يستمد تسميته من كونه سيصبح اول مرشحي الاغلبية لرئاسة الحكومة «الشعبية» القادمة (نكتة سخيفة، لكن سخفها ينسجم مع سخف اوضاعنا) طالب او هو امر نوابه بان يتفرغوا للتنمية وان يتركوا لعقاله تأديب ورعاية «التافه» من المعارضين لهم او نواب الاقلية بشكل خاص.

طبعا، الرئيس ومكتب المجلس وبقية نواب الكتلة المنضوين تحت قيادة عباس الشعبي سيجدون في كل هذا تسلية وربما حتى سياسة جدية، عليهم ان يدعموها ويعمموها على بقية خلق الله. لكن هذه ليست ديموقراطية، وهذه ليست حتى سياسة. ربما تصلح، او كانت تصلح للقرون الوسطى وعصور الظلام، لكنها بالتأكيد لن تصلح في عصر الانترنت وتويتر وفيسبوك. لكن من قال ان نواب الاغلبية مثل السادة وليد الطبطبائي ومحمد هايف واسامة مناور، بل حتى مسلم البراك واحمد السعدون يعيشون عصر الانترنت او حتى غادروا عصور التخلف والظلمة؟

نحن لا نزال نتوقع ان يتولى مكتب المجلس حماية ارواح النواب قبل كرامتهم. فتهديد الاداة القمعية الجديدة لكتلة الاغلبية اصبح واضحا وعلنيا، والمطلوب وفق اسلوب السيد الشعبي ومن يدعمه ان يمشي البقية تحت الساس… والا.!!! هذا يعني ان نواب كتلة الاغلبية يريدون ان يحكموا بالحديد والنار او بالحديد وعقال عباس الشعبي. وما لم يتولَّ مكتب المجلس «تأديبا» حقيقيا للسيد عباس الشعبي لاعتدائه الثابت – بعد تصريحه – على ممثل الدائرة الثالثة نائب الامة محمد الجويهل فإن المكتب وكتلة الاغلبية سيصبحان مستقبلا مسؤولين عن اي جريمة قد ترتكب بحق نواب الامة او من يؤيدهم.

الغنم هي التي تساق الى الحظيرة بالقوة. كتلة الاغلبية تريد ممارسة ذلك هنا. عندما تحرض وزير الاعلام على كبت الاصوات او عندما تطلق عباس الشعبي على المعارضين… لا.. وفوق كل هذا ويحتجون على تسمية ربيعهم بالقطيع العربي.!!!

***

وثائق الجويهل… حقيقة أم خيال؟

«انني اطلعت على بعض الأدلة الواردة باستجواب النائب محمد الجويهل لوزير الداخلية فاكتشفت أنها تشيب رأس الطفل.. فان صدقت فستشكل صدمة لأهل الكويت». النائب فيصل الدويسان.

«ان في استجواب الجويهل محاور ومعلومات مهمة وخطيرة». النائب علي الراشد. وهناك ايضا تصريحات لآخرين من نواب الاقلية تصف جميعها استجواب الجويهل بالخطير والمهم.

هذا كان قبل الاستجواب.. بعد الاستجواب… صرح النائب الدويسان بأن «هناك غموضا يكتنف جلسة الاستجواب.. ولابد ان نفتش في الجانب الحكومي عما جرى». وبسؤاله عن الاستجواب الجديد لوزير الداخلية قال الدويسان «غير مؤيدين له.. كانت فرصة وراحت». علي الراشد لم يصرح بعد الاستجواب لكنه وقف بعنف وقوة الى جانب النائب حمد المطر وتطوع بشكل لافت للشهادة ضد النائب الجويهل.

ماذا جرى..؟ او ما الذي يحدث؟ لماذا الاستجواب مهم وقوي؟ وحسب تصريحات – لم اتمكن مع الاسف من استعادتها – كاف لان يطيح الحكومة باكملها قبل الجلسة، ثم بعدها يعلن الدويسان بان هناك «غموضا» يكتنف جلسة الاستجواب؟ ولماذا علي الراشد «غاضب» على الجويهل؟ بالمناسبة الجويهل ايضا غاضب على نواب الاقلية ويهدد بكشف تلاعبهم على حد تعبيره.!!!

حسب ما توافر من معلومات لي وانا البعيد عن الاحداث، فان نواب الاقلية اطلعوا من النائب الجويهل على مستندات خطيرة واقتنعوا انه بالفعل في حالة كشفها ستؤدي الى هزة سياسية كبيرة تكسبهم «المصداقية» التي نزعتها عنهم الاغلبية وتعيد ثقة الناس بهم بدلا من استمرار تهم الموالاة والانبطاح عليهم. كما ان هذه المعلومات او الاستجواب سيؤدي الى تعرية الاغلبية وسحب البساط من تحت اقدامها ان لم يؤد الى انهاء المستقبل السياسي للكثيرين من قياداتها.

لكن النائب محمد الجويهل لم يستجوب احدا في الجلسة، غير النائب خالد سلطان. ولم يظهر شيئا من وثائقه الخطيرة، بل حوّل الجلسة الى تهريج وملاسنة بينه وبين «من على راسهم ريشة» من نواب الاغلبية. الزميلة «السياسة» كانت مثل نواب الاقلية مقتنعة باهمية الاستجواب واداء النائب الجويهل لدرجة انها زعمت انه سوف يستخدم سدادات للاذن حتى لا ينصت لاعتراضات الاغلبية، وينحرف او يتم صرفه عن عرض الوثائق والوقائع الحقيقية التي سيظهرها. طبعا النتيجة كانت صدمة للجميع.. عدا نواب الاغلبية الذين استسبعوا بعد صمت الجويهل وتراجعه.

صمت الجويهل اثار حفيظة علي الراشد الذي كان يعول على الاستجواب كثيرا على ما يبدو. مما دفعه كما هو واضح الى الشهادة بقوة ضده في حادثة «التفلة». على طاري «التفلة» ومع احترامنا للجميع فانها تبدو من الخارج تماما كحادثة اللاعب «زيدان» فالآلاف شاهدوا اللاعب زيدان وبلا مبرر «ينطح» اللاعب الايطالي مما حرمه من الفوز بلقب افضل لاعب. تبين اخيرا ان اللاعب الايطالي استفزه بشتم والدته.!

صمت الجويهل يرده العالمون ببواطن الامور الى تدخل من كان يسرب المعلومات له. وثنيه عن مواصلة استجوابه بل تهديده وترغيبه بضرورة صرف النظر عنه. الذي يقف خلف الجويهل كما تدعي المصادر العليمة جهات «امنية» ليس لها علاقة على الاطلاق بادارة الجنسية او بالشخصيات التي اتهمها البراك. والمفروض في النائب البراك وغيره ان يعي ان ادارة الجنسية لا تملك معلومات «خاصة» عن الافراد. لست ممن يحبذ ترديد الاشاعات لكن المصادر تشير الى «شيوخ» ليس منهم اي ممن ذكرهم النائب مسلم البراك، هم من يقف خلف الجويهل.. بل ان المصادر تتهم البراك بمحاولة التستر عليهم – اي من يقف خلف الجويهل – عبر اتهام الابرياء ممن عدد اسماءهم.

المهم ان نواب الاقلية الذين اطلعوا من الجويهل على المعلومات والوثائق تمكن بعضهم، او بالادق احدهم، من التحصل على بعضها، او انه صوّر بعضها. لكن على ما يبدو فان من يقف خلف النائب الجويهل ويزوده بالمعلومات اطراف نافذة.. من تحصَل على وثائق الجويهل لا يزال يُكسر ويحسب الربح او الخسارة من اظهارها. حسب مصادرنا قد تذهب الوثائق للنسيان.. لكن هناك احتمالا قويا بان تظهر قريبا الى العيان باي شكل من الاشكال.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.