أكدت مصادر وزارية رفيعة أن الزلزال الذي ضرب جنوب شرق إيران بقوة 7.8 درجات نتجت عنه هزة أرضية شعر بها سكان الكويت ودول «التعاون» وباكستان والهند، نافية ما يتردد عن حدوث تسرب إشعاعي، ومؤكدة ان الشفافية مطلوبة في مثل هذه الحالات.
وقالت المصادر: ان الحكومة لديها استعدادات كاملة لمواجهة اي تسرب إشعاعي والتعامل معه «ولدينا اللجان الوطنية واللجان الأمنية وفرق التدخل السريع للتعامل مع مثل هذه الحالات».
واستطردت: وقد وفرنا الخبراء والمختصين الذين يشرفون على تدابير الجهات المختصة بالدولة إلى جانب أن الحكومة منذ سنوات اتخذت الاحتياطات الكفيلة واستوردت اجهزة الاستشعار عن بعد للكشف المبكر عن اي إشعاعات نووية.
من جهته، قال وزير الصحة د.محمد الهيفي: إن الوزارة وضعت خطة طوارئ للحوادث الإشعاعية والنووية بالتنسيق مع الدفاع المدني ولديها استعدادات لأي تسرب من مفاعل «بوشهر».
من جانبه، أكد المدير العام للهيئة العامة للبيئة د.صلاح المضحي في تصريح خاص لـ «الأنباء» أن هناك 17 محطة لقياس درجات التسرب الإشعاعي، لافتا الى ان الكويت على تواصل مستمر مع وكالة الطاقة الدولية في هذا المجال. ولفت د.المضحي إلى أن مركز الزلزال الجديد يبعد نحو 1300 كيلومتر عن الكويت، مشيرا إلى أن ذلك يطمئن إلى حد بعيد بخصوص تأثيراته على الكويت.
وأكد أن عددا من التقارير أفاد بأن مفاعل بوشهر محصن ضد الزلازل حتى 9 درجات بمقياس ريختر، مشددا على أن دول التعاون اتخذت إجراءات احترازية حياله لوقاية مواطنيها من أي آثار يمكن ان تحدث.
وأشار الى ان الكويت لديها نحو 60 مليون حبة لمعالجة آثار التسرب الإشعاعي، وهو مخزون جاهز لمواجهة اي طارئ «لا قدر الله».
في الوقت نفسه علمت «الأنباء» أن دول مجلس التعاون الخليجي الست أوصت في الاجتماع الاول للمسؤولين عن تنفيذ الخطط الوطنية للطوارئ بدول الخليج والذي عقد مطلع الاسبوع الجاري بالرياض بضرورة تفعيل مركز مشترك للطوارئ وادارة الازمات، يكون مقره في الكويت بالاضافة الى تفعيل وتطوير خطط الطوارئ بالدول الاعضاء.
وكشفت مصادر ان الاجتماع أوصى بضرورة دعم وانشاء مراكز للرصد الإشعاعي وربط غرف عمليات خاصة تتبع وزارات الداخلية بالدول الست بمنظومة متكاملة لرصد الزلازل والإشعاعات النووية، مشيرة إلى أهمية التوعية المجتمعية بمخاطر الزلازل والآثار المترتبة عليها وطرق السلامة والوقاية من مخاطرها، مؤكدة ان المجتمعين أشادوا بالخبرات المتقدمة لدولة الامارات في هذا الجانب وإتاحتها لتبادل الخبرات فيما بينها وبين دول الخليج.
وكان جنوب البلاد الأكثر تأثرا في الزلزال الذي ضرب إيران أمس، وشعر السكان في أغلب المناطق الجنوبية للبلاد بهزة استمرت لثوان في بعض المناطق، خاصة المناطق الساحلية، كما تم رصد الهزة في مطار الكويت إلا أن مدير إدارة العمليات في الطيران المدني قال: «إن حركة الطيران كانت عادية جدا ولم نستشعر ما يستوجب تغيير توقيت الرحلات سواء المغادرة أو الوصول».
وكان الزلزال قد ضرب إيران أمس بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر وتأثرت به محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية المحاذية لباكستان، ووصلت تأثيراته إلى معظم دول الخليج الساحلية والهند وباكستان. وذكر معهد المسح البيولوجي الأميركي أن الزلزال بلغت قوته 7.8 درجات وضرب منطقة تقع على بعد 86 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من إقليم خاش في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
وأشار المعهد إلى أن مركز الهزة على عمق 15 كيلومترا وأيضا على مسافة 167 كيلومترا من مدينة إيران شهر في المحافظة ذاتها وعلى بعد 199 كيلومترا من زاهدان عاصمة المحافظة، ووفق التقديرات الأولية أن الزلزال أدى إلى مقتل العشرات في عدد من القرى الإيرانية القريبة من موقع الزلزال، و تسبب في انقطاع الكهرباء والاتصالات في معظم أنحاء اقليمي سيستان وبلوشستان، كما أدى إلى مقتل 34 شخاصا في باكستان في عدد من القرى المجاورة للحدود الإيرانية وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الباكستانية عن مصادر مسؤولة.
160 ثانية حتى الكويت
وكانت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل رصدت الزلزال والذي وقع في تمام الساعة 01:44:25 مساء بتوقيت الكويت، وقال الباحث د.رضا عبدالفتاح ان الموجات السيزمية الناتجة عن هذا الزلزال استغرقت 160 ثانية حتى وصلت إلى محطات الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، حيث مركز الزلزال على مسافة 1300 كيلومتر عن مدينة الكويت.
وقال عبدالفتاح ان عددا من المواطنين والمقيمين اتصلوا على المركز ليبلغوا عن الهزة، مشيرا إلى أنه نظرا لكبر قوة الزلزال وعمقه ونظرا للطبيعة الرسوبية للقشرة الأرضية بالكويت والتي تعمل على تضخيم الموجات الزلزالية، فانه من المتوقع حدوث توابع عديدة لهذا الزلزال والتي قد تستمر لأكثر من أسبوع نظرا لكبر قوته.
«بوشهر» لم تتأثر
من جانبها أكدت شركة «آتوم ستروي اكسبورت» الروسية التي أشرفت على بناء مفاعل «بوشهر» الإيراني عدم تضرر المحطة جراء الزلزال. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن ناطق باسم الشركة أن المحطة لم تتضرر، كما لم يتضرر أي من الروس العاملين بها من جراء الزلزال.
كما أكد ناطق باسم مؤسسة «روس آتوم» الروسية أن جميع الأجهزة والعاملين بالمحطة يعملون بصورة طبيعية، وأضاف: «العاملون حتى لم يشعروا بالهزات الناتجة عن الزلزال».
جنوب البلاد الأكثر تأثراً
وكانت مناطق جنوب البلاد هي الأكثر تأثرا، فامتدادا من منطقة جنوب السرة حتى الوفرة شعر السكان بالهزة لثوان متصلة حتى ان البعض تحدث عن شعوره بأن الأرض كانت تدور، وقال رئيس إدارة الهندسة الصحية بوزارة الأشغال م.محمود كرم: «في مقر الوزارة بجنوب السرة شعرنا بالهزة وبشكل واضح وأكثر وضوحا وشدة من الهزة التي أعقبت زلزال الأسبوع الماضي».
إخلاء في الإمارات والسعودية
وفي الإمارات أخلى السكان المباني العالية والمكاتب، بعد الشعور بالهزة التي أعقبت الزلزال. ونزل الموظفون من ابراج المركز المالي ومدينة الإعلام في دبي، كما أخلى السكان منازلهم في المباني المرتفعة الواقعة على شاطئ البحر. وقال رامي وهو مدير شركة تأمين «نزل الجميع الى الشوارع وساد الهلع». وتجمهر الآلاف امام ناطحات السحاب في جميرة لايك تاورز قرب الشاطئ في دبي وفقا لمراسل وكالة فرانس برس الذي شاهد سيارات إسعاف تقل شخصين احدهما امراة حامل. وكانت إمارة الفجيرة الأكثر شعورا بالهزة ما اضطر إدارة بعض المباني إلى الطلب من السكان إخلائها. ونزل الموظفون من المركز المالي في المنامة الى الشوارع، وأحس سكان المنطقة الشرقية السعودية بالزلزال وكذلك الطوابق المرتفعة في الرياض وعمان، وأعلنت قناة الإخبارية السعودية أن سكان الجبيل شعروا بالهزة وأدى الأمر إلى إخلاء بعض المباني لبعض الوقت.
صورة توضح مركز الزلزال
الكهرباء: الهزة الأرضية لم تؤثر على محطاتنا وكلها تعمل بشكلها الاعتيادي
أكد مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء والماء عدم تأثر محطات القوى الكهربائية وتقطير المياه من الهزة الأرضية التي ضربت إيران. وقال المصدر :انه من المعروف عند حدوث أي هزة أرضية يتم أولا التحقق من مدى تأثير الهزة على محطات القوى، لافتا إلى ان المحطات الست تعمل بشكل اعتيادي لإنتاج الكهرباء والماء.
قم بكتابة اول تعليق