محمد الدلال: زلازل.. حروب.. تهديدات.. ماذا أعددنا لمواجهتها

هزات أرضية هزت المباني والبشر في الكويت أعادت للأذهان تساؤلات وهواجس بشأن تداعيات الكوارث الطبيعية والبشرية على مصير الكويت وأهلها، ومدى استعداد الدولة والمجتمع للتعامل مع تلك التهديدات المحتملة جدا..
فالجميع في الكويت وشعوب الخليج يخشى التهديدات والأخطار الناجمة عن المفاعل النووي الإيراني، كما أن إقليم الشرق الأوسط ككل ومنها منطقة الخليج العربي معرض في أي وقت لأخطار الحروب، وخاصة مع التهديدات الإيرانية المتواصلة لدول الخليج العربي وتداعيات أحداث سوريا، وتهديدات الكيان الصهيوني المستمرة، ومن جانب آخر الكويت تعاني من العراق كدولة جوار جارت عليها في الماضي بغزو غاشم، وهي مستمرة في غيها وسوء نيتها تجاه الكويت وشعبها، إضافة إلى التخوفات المعتبرة من ظاهرة الانفلات الأمني في الكويت، وهي ظاهرة نمت بشكل مزعج ومخيف في الفترة الأخيرة، ناهيك عن المتغيرات المناخية والطبيعية ومنها الزلازل التي أصبحت جزءا من التغيرات على أرض وبحار دول الخليج ومنها الكويت ..إلخ.
وهذه المتغيرات والاحتمالات بالأخطار تتطلب الاستعداد والتجهيز والتأهيل، وأعني بالاستعداد والتجهيز بوجود خطط مرسومة وبرامج عملية وآليات تحرك محددة تقوم بها الدولة تجاه شعبها ومؤسساتها لمواجهة أي خطر أو تهديد، والأمر موصول كذلك للمجتمع المدني من تيارات ومؤسسات أهلية، ومن الواجب عليها تبني برامج تدعم المجتمع والأهالي، فهل للدولة والمجتمع المدني خطة لمواجهة الأخطار كبرنامج متكامل للدفاع المدني؟ وهل لدينا ملاجئ تتوافر فيها المعايير الدولية لمواجهة أخطار الحروب أو الكوارث الطبيعية؟ وهل لدينا تصور تتبناه الدولة والمجتمع المدني بتأهيل الشعب كبارا وصغارا في منازلهم وأعمالهم ومنتدياتهم لكيفية التعامل مع أي تهديدات محتملة لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعية والبشرية.
إن على الحكومة أن تبادر سريعا إلى تشكيل فريق إدارة أزمة وبالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني لوضع خطة شفافة وعملية سريعة للدفاع المدني، تتعدى صفارات الإنذار إلى خطوات ملموسة على نطاق الاستعداد ببناء ملاجئ محصنة ومعدة طبيا ومعيشيا على مستوى المناطق والمدارس والمجمعات ومؤسسات العمل الحكومية، كما يتطلب أن توفر وثائق إرشادية إعلامية ومقررات دراسية ترشد وتوجه الرأي العام للتصرفات المناسبة حيال كل تهديد أيا كان نوعه وخطورته، كما أنه مطلوب أن يكون هناك استعداد للدعم الطبي بشكل عام لمثل هذه التهديدات والأخطار ومنها إقامة دورات تدريبية للإسعاف المدني والطبي، وتحديد المسعفين على مستوى محافظات ومناطق الكويت، والمقترحات والآليات عديدة وتتطلب برمجة وآليات تنفيذ محددة وأطراف مخلصة تتصدى لهذا المشروع، تشمل أجهزة الدولة المختلفة «صحة، تعليم، حرس وطني، مطافئ، تجارة ..إلخ»، وتشمل مؤسسات المجتمع المدني من «جمعيات تعاونية وجمعيات تخصصية..» في هذا الشأن.
الذي أعيه وأؤمن به أن أهم أهداف حراك المعارضة السياسي الإصلاحات السياسية والدستورية، بهدف إيصال إدارة أفضل للحكومة والمجلس، تنعكس بشكل إيجابي على أدوار الدولة ودعمها للشعب وحماية أنفسهم ومصالحهم، ولذلك ومع حساسية المرحلة وخطورتها سياسيا على المستوى الداخلي وبالأخص انفراد السلطة وتوجهها نحو انتهاج نهج القمع للحريات وتقويض الحياة الدستورية إلا أن ذلك يدعونا للمطالبة والمبادرة للتصدي، والدعوة كذلك لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية بكل صورها، فسفينة الكويت تضم الجميع وإذا هددت السفينة أو أصابها الضرر بسبب أخطار غير متوقعة، ولم يعد لها فستغرق سفينتنا ويغرق الجميع والعياذ بالله، والمؤمن لا يلدغ مرتين وقد لدغنا بالغزو العراقي 1990 نتيجة لسوء إدارة السلطة فلا يكرر الجميع الخطأ، وعلينا أن نجتهد لحماية شعبنا وبلدنا.. اللهم احفظ الكويت وشعبها.
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.