لا يمكن للانسان السوي ان يفرح لسجن انسان أو مواطن من بني جلدته وحرمانه من حريته. ولكن….
ولكن لنبدأ من اساسات المبادئ التي يقوم عليها أي مجتمع بشري. فالحكم الذي صدر في حق مسلم البراك بحبسه خمس سنوات مع الشغل والنفاذ قد جاء بعد محاكمة عادلة وفرت له فيها جميع وسائل الدفاع وحتى المماطلة!. الى ان قرر القاضي ان المماطلة التي كان يمارسها محاموه قد آن لها ان تنتهي.
اذن فمسلم لم يؤخذ على حين غره من فراشه الى السجن. ومن يتهم الكويت بأنها دولة بوليسية عليه ان يبلع لسانه ويحمد ربه على بلد يحكمها دستور وقوانين واسرة حكم عريقة وعادلة.
من جانب آخر فان الحكم الذي صدر على مسلم لم يكن مفاجئا أو غير متوقع، بل ان اصرار مسلم وتصريحاته بانه مصر على ما قال وانه لو عاد به الزمن لكرر ما قال، كل هذا كان يدفع نحو توقع اقصى عقوبة لا اخفها.
ومسلم كان قد ارتكب ما يجرمه الدستور وما يعاقبه القانون وما ترفضه الوطنية ويأنفه الذوق العام والاخلاق. فهل كان احد يتوقع ان ترسل له باقات الزهور على ما فعل؟!!.
ومسلم هو اكثر نائب لجأ الى القضاء وخاصم رجال الاعلام وأصحاب الرأي واهل الصحافة، علي كلمة قالوها او تعبير تلفظوا به او كتبوه. ومقابل مئات القضايا التي رفعها وربح بعضها هناك قضايا ضده خسر رافعوها بعضها، وادين مسلم في بعضها… ومنها هذه التهمة المشينة!.
أما من يقول بأنه لا يجوز حبس انسان على كلمة قالها، فهذا انسان «اثول» لا يعي ان الناس تكب على وجوهها في جهنم بسبب كلمة قالوها.
خلاصة الأمر فان كل نائب اقسم يوماً على احترام الدستور وقوانين الدولة عليه القبول بالحكم الصادر. لانه صدر بناء على قانون مستند على دستور. وهذا القانون قائم منذ سنوات ولم يفكر أحد من هؤلاء النواب السابقين بتغييره او الغائه. فلماذا يستاؤون اليوم من تفعيله؟!!
وقد كان اولى بمسلم أن يضرب المثل الراقي بقبوله الحكم القضائي وذهابه من ذات نفسه الي ادارة تنفيذ الاحكام بدلاً من الالتفاف المتذاكي بطلب كتاب رسمي والجلوس في ديوانه و«تعالوا يا رجال امن لاعطيكم قهوة شقرة» ومن هذه الخرابيط!.
ليس هناك من بأس ان يصحو أي مصاب من غيبوبة جنون العظمة ليجد نفسه على باب السجن. ولاعيب في ان يداخله الخوف والرعب من مصير غشه فيه من كتب له أي خطاب حقير. فكلنا بشر والخوف فينا رحمة من رب العالمين.
ولكن العيب ادعاء البطولة الكاذبة وتحريف الخوف الى «عزة وكرامة» وكلام فارغ لا يصدقه ولا حتى… عباس الشعبي!.
ومسلم يحاول الآن الهروب من الحكم عبر إشراك أكبر عدد ممكن من السذج في جريمته، بنصح من نفس المصدر الغبي الذي أودى به الى السجن!.
فقد جعل البعض (الـ….) يعيد قراءة ما أدين به!. ويقال إنه سيدفع بنساء لنفس الفعل حتى يصعب مقاضاتهن وإدانتهن على هذا الفعل القبيح!!.
ونحن هنا نتمنى أن تكون هناك انتقائية في توجيه التهم، فتعفى النساء والشباب الغر وترتكز الاتهامات وتختص بالنواب والناشطين السياسيين من أمثال العبقري شخير.
كما نتمنى، وفي مواجهة هذا التحدي السافر للقانون والقضاء، ألا تطول محاكمة من اعاد قراءة ما أدانه القضاء أكثر من جلسة واحدة للحكم في هذه الجريمة المكتملة الأركان.
– الجانب البشع لما حدث في ديوان البراك، كشف عنه التواجد الكثيف لممثلي حدس!. فلم يقتصر التواجد على نوابهم بل تعداه إلى نشطائهم ورموزهم ورجالاتهم لمحمد العليم وناصر الصانع!.
بل إن العدد الأكبر من الحضور إنما جاء بترتيب من حدس وتنظيماتها الإعلامية وكواردها.
وقد لاحظ الجميع الدفع غير المعقول الذي كان يمارسه الحربش للزج بالحضور في أتون الفوضى وارتكاب الممنوع.
طبعاً نواب حدس يواجهون تهماً ستؤدي بهم إلى السجن في قضية الاقتحام فكان خيار السجن على نفس جريمة مسلم أكثر جاذبية.
وإذا كان مسلم قد أخطأ في لحظة غضب أو نشوة شعور بالعظمة، فإن نواب حدس يدرسون الأمر ويتداولون فيه قبل ارتكابه، ولذلك فهم أحق بالعقاب الأشد من مسلم. ولانهم لم يهرولوا عبثا!.
وما دخول الاخونجية بهذا الحجم الا لأنهم يريدون استعادة موقعهم الذي خسروه، ولأنهم كالعادة يريدون حصاد وقطف جهد الآخرين. كما انهم بحاجة ماسة لمسلم كشخصية كاريزمية يضعونها امام الناس. ومتى ما حققوا مرادهم رموه للذئاب.
ونلاحظ دخول حتى الورعين منهم الى الساحة في الدفاع الاخرق عن مسلم كسباً للجماهيرية، فنرى شخصا كعجيل النشمي يترك اكاديميته وعمله الدعوي لينغمس في طين المطالبة بالعفو عن مسلم وكل من تجرأ واساء للمقام السامي!!.
ثم هناك اتحاد الطلبة الذي نظم مهرجانا ليوم غد تحت عنوان «الشباب هم الامل» يحاضر فيه فيصل المسلم وفواز الجدعي!!!!
وهنا نسأل هل استشعرت الدولة ام لم تستشعر بعد بأن الاخوان المسلمين هم العدو الاول للكويت؟! وهل آن أوان الاجتثاث لهم بعدما اتموا مرحلة التمكين تحت رداء الدعوة والعمل الخيري الزائف؟! قلناها سابقا ونعيدها بأن الاخوان هم الاعداء الحقيقيون وما مسلم وجمهوره الا ادوات طيعة في ايديهم بعدما ضيعوا عقولهم.
– مضحك ومقرف ان يستهين مبارك الوعلان بالنساء ويحتقرهن ويرى موقعهن الطبيعي هو الذلة والمهانة!. متناسيا تماما انه لولا صوت النساء لما اصبح سكرتيراً لنائب!.
أعزاءنا
اين دور وزارة الداخلية؟! وكيف سكتت على التحريض العلني لزعزعة الامن الاجتماعي وترويع منطقة سكنية دون ان تنبس بحرف أو تتبرع بكلمة نصح أو تحذير؟!
لا نعلم ايهما اخطر، شراسة الاخوان ام طراوة وكيل ووزير الداخلية؟!
ومتى سيتكرم علينا معاليه أو سعادته بتطبيق القانون على مسلم البراك الذي يتهرب من التنفيذ باعذار واهية لو قال بها مواطن آخر لصفعتوه على وجهه وسحبتوه للسجن؟! هذه الانتقائية في تطبيق القانون وأحكام المحاكم مرفوضة يا وزير الداخلية.
ويا مسلم كفاك جناية على ابناء وبنات خلق الله، فمن العيب ان تستخدمهم دورعا بشرية!
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق