أخي العزيز مصطفى الشمالي، لعلك تعلم أنني على المستوى الشخصي أكن لك كل تقدير واحترام، ومن هنا أود أن أخاطبك بكل وضوح وصدق بإذن الله. أخي العزيز.. أنت تمر اليوم في موقف سبقك إليه العديد من الوزراء، لذلك فإن لديك فرصة جيدة للتفكير والتبصر في أمر استجوابك وما سينتج عنه، ولا شك أنك تعلم يقينا أن هناك وفرة في عدد أعضاء مجلس الأمة الذين قرروا نزع الثقة منك بعد جلسة الاستجواب، ومع ذلك أراك تصر على صعود منصة الاستجواب.
أخي الفاضل.. أنت من الأشخاص الذين خدموا السلطة عقوداً طويلة، إلا أنك بالنسبة للسلطة، لست بأعز من الشيوخ الوزراء الذين أسقطتهم الاستجوابات. لذلك أنصحك نصيحة أخوية بأن تتقدم باستقالتك قبل جلسة الاستجواب، فليس هناك مبرر ولا فائدة لتعرضك للتجريح السياسي ثم الاستقالة. قد تقول إنك تريد المواجهة وتريد إثبات سلامة موقفك، وأقول لك إن هذا بالضبط ما فكر به وزراء سبقوك في الطريق ذاته ولم تنفعهم المحاولة.. انظر حولك وستجد أن الوزراء الذين تريد مروا بما تمر به لم يتمكنوا حتى اليوم من التخلص من آثار جلسة الاستجواب.. سوف يصفق لك بعض الناس.. سوف يقول لك هذا وذاك «زين سويت فيهم».. لكن كل هذا لن ينفعك ولن ينفع أفراد أسرتك.. ففي الاستجواب لن يكون الجمهور جمهورك ولا الملعب ملعبك، لذلك أنصحك بالخروج بأقل قدر من الخسائر!
كما قلت قبل قليل، فأنت خدمت السلطة بكل ما أوتيت من ولاء، لذلك فإن منصبك الاستشاري، بعد الوزارة مضمون، لكن ما جدوى هذا «التعويض» بعد أن تتعرض لتجريح سياسي لن تنساه ما حييت؟
لا أريد أن أطيل عليك، لذلك أدعوك إلى التفكير مليا في صواب قرارك بصعود منصة الاستجواب.. لقد حان وقت التفكير بنفسك وبأسرتك، ولا تقبل أن تكون، في اللحظة الأخيرة من عملك الوزاري، قفازاً بيد السلطة.. لقد ضحت السلطة بمن هو أعز منك.
فكر في نفسك وفي أفراد أسرتك وتخلّ عن منصبك اليوم، فربما يكون هذا هو القرار الصائب في اللحظة الأخيرة.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق