أقبال الاحمد: خلاص.. باح؟


بما اننا جزء من هذا المجتمع الذي طاله الشلل والملل والقيل والقال.. بما اننا جزء من المشهد الذي توقف بكبسة زر من اعضاء في مجلس الامة، بحجة ان هناك امورا لابد من الوقوف عندها والبحث فيها.. وهذا حقهم بالطبع، خاصة اذا كانت هناك فضائح وفساد ورشى عالية المستوى، مما يؤثر في الحياة العامة. ومعلومات مؤكدة تدحض حجة كل من ينفيها.

وقد شغل المجتمع الكويتي فترة طويلة في موضوع التحويلات الخارجية، وكيل الاتهامات التي وجهت لرئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح، وموضوع الفساد الذي قيل انه كان ينخر في جسد الوزارة.. وحلت الوزارة وطار رئيس الوزراء.. واستدعى رئيس الوزراء كبار المسؤولين والسفراء ومسؤولين سابقين وآخرين لاحقين.. وجمد كل شيء في هذا البلد بانتظار الفضيحة الكبرى والفساد الاعظم.

خطة التنمية التي رصدت لها المليارات.. والمشاريع التي اعلن عنها.. كلها توقفت بانتظار «الكلوركس» الذي سينظف كل هذه الشوائب، ويفتح اعيننا على الحقائق العجيبة.

وبما اننا ارغمنا على معايشة كل هذا الضجيج وكل الصراخ والتهديدات، وانقضت سنوات من اعمارنا ننتظر انتهاء التأزيم وبداية التحضير لمرحلة التنمية والتقدم ولو خطوة واحدة.. نصحو على تأزيم وننام على تأزيم.. وكل ما يغفر لنا الموضوع اننا بانتظار الغنيمة التي سيأتي لنا بها النائب مسلم البراك ومن معه.. فمن الانصاف ان نعرف النهاية واسبابها.. لتتأكد لنا كل الاتهامات التي أطلقها الاعضاء، وعلى راسهم النائب مسلم البراك.

ثم يعلن ان محكمة الوزراء في الكويت، قررت حفظ التحقيق في البلاغ المقدم ضد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد، بشأن اتهامه بإجراء تحويلات مليونية لعدم وجود جريمة، وأكدت محكمة الوزراء في حيثيات حكمها أن جميع التحويلات تمت وفق الطريقة المتبعة في وزارة الخارجية منذ الاستقلال عام 1962، وجميعها لتسيير أمور الدولة في الخارج، موضحة أن هناك أوجها للإنفاق خاصة بالنفقات السرية تخرج عن نطاق الرقابة القضائية، وتتعلق بمصلحة الأمن القومي، مبينة أن سفراء الكويت في سويسرا ولندن ونيويورك، أكدوا أن جزءا من التحويلات هدفها كسب التأييد الدولي ومصلحة البلاد العليا، وأن جميع التحويلات جرت بصورة قانونية، ولا يمكن الكشف عن بعض المستفيدين، لأن هدفها تأييد مواقف الكويت.

اذا كان هذا هو الموضوع الذي بحت اصوات من اتهموا فيها وهم يقولونه.. لماذا هذا التأزيم الذي عشناه في المرحلة الماضية، واين الوثائق والمستندات التي انقطعت يد النائب المسلم ومن معه في التلويح بها، والتي تؤكد -وفق أقوالهم- الاتهامات بالفساد والسرقات.. اين كل ذلك؟..

خلاص.. انتهى موضوع التحويلات الخارجية.. باح.. ما في شيء الحين؟.

والله حسافة على عمرنا اللي ضاع، واحنا ننطر مصدقين هالنائب وذاك.. وينهم ما سمعنا صوتهم اليوم بعد قرار المحكمة؟.. وين مستنداتهم ما يطلعونها ويفضحون الاسماء اللي سرقت وباقت.. وحجم المبالغ اللي طارت.. وين كل هذا؟.. شوية علينا اذا طلبنا نحن ابناء الشعب الكويتي ان نعرف الاجابة عن هذين السؤالين؟.

لماذا اثير موضوع التحويلات اصلا؟ لماذا لم يفضح النواب الذين حملوا لواء كشف هذه الجريمة الاسماء التي عندهم وارقام المبالغ التي بلعوها.. وفق أقوالهم او ادعاءاتهم. ليتحدوا فيها من يقول انهم كانوا غير صادقين.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.