عبداللطيف الدعيج: السلطة ليست هي العدو


الاخوانجية خولة العتيقي تتشره على ناخبي الدائرة الثالثة وتعلن انها لن تترشح فيها بعد اليوم، لأن الدائرة انتخبت محمد الجويهل ونبيل الفضل! ياليت كل الاخوانجية بحكمتك وغيرتك.. كان افتكينا. عمليا نبيل الفضل ومحمد الجويهل حلا محل ربعنا، اسيل العوضي وصالح الملا. مع هذا فالتيار الوطني ربما هو الوحيد الذي لم يعترض على ارادة ناخبي الدائرة الثالثة او يتشره عليهم. ليست شرهتنا على من لم ينتخب جماعتنا.. فهذا بالنسبة لنا حق له..لكن شرهتنا على اللي سقطهم وعمل ضدهم.

تيار واتجاه الاخوانجية خولة لم يفقد او يخسر احدا. بل عاد الطبطبائي للمرة السابعة والمسلم للمرة الخامسة وعلي العمير اربع مرات، واضاف ناخبو الدائرة الثالثة، الذين تتشره عليهم الاخت، طلائع الدائرة الرابعة ويلسبهم بالعقال عباس الشعبي، اضافوا لكل هؤلاء، ربيب الحركة الدستورية فيصل اليحيى، بالاضافة الى محمد الدلال وشايع الشايع وعمار العجمي زيادة… اشتبين بعد.. تنهبين؟!

****

اين القوى الوطنية الديموقراطية مما يجري في الساحة؟ بل اينها من المعضلات والقضايا الكبرى التي تحكم وتتحكم في حياة المواطن هنا. لقد ربطت المجاميع الوطنية نشاطها منذ بدايات الاستقلال بمجلس الامة وبالعمل البرلماني. لهذا انتقدت انا في اواخر السبعينات اصرار ما كنا نسميه وقتها بـ«جماعة الطليعة» على تغيير اوقات صدورها عدة مرات بحيث «تلاحق» جلسات مجلس الامة. بل ان الندوة الدائمة للجماعة كانت تعقد في نادي الاستقلال كل اثنين للحديث عن جلسة الغد فقط. اي جلسة يوم الثلاثاء التي كانت يتيمة في ذلك الوقت.

لهذا ليس عجبا الآن ان تختفي اسيل العوضي وصالح الملا، ويتوقف نشاط المنبر الديموقراطي و«التحالف» هذه الايام. فهم «برلمانيا» يكادون ان يكونوا خارج الصورة، لهذا هم وطنيا ـــ ولا عجب ـــ خارجها ايضا. لست ادعو او اطالب هنا ببيانات او ندوات لاثبات الوجود او لاستغلالها كذرائع للنشاط، بل اتحدث عن عمل دائب مستمر، ومواقف عملية من الوقائع والاحداث تسهم في التعزيز العام للخط الوطني وللتمهيد المسبق للحراك والنشاط الوطني العام.

ان مشكلة التحالف الوطني والمنبر الديموقراطي هي عجزهما عن فك ارتباطهما بالمجاميع الدينية او الشعبية التي ارتبطت بها. والعجز الاكبر هو في فشل هذه المجاميع الوطنية في اتخاذ خط «وطني» صرف معزول عن الارتباط او الانضواء الموسمي تحت راية التدين او الاتجاه الشعبي العام بدعوى وذرائع توحيد ما يسمى بالقوى السياسية ضد تعنت او تجبر السلطة.

ان المعركة الاساسية كانت، ولا تزال هي مع مجاميع وتيارات التخلف في المجتمع قبل السلطة. لهذا فان الخطأ الاساسي والقاتل في نظري للقوى الوطنية هو استمرار مهادنتها وتخاذلها امام طروحات مجاميع التخلف الاجتماعي. لقد انضوت المجاميع الوطنية بسذاجة واضحة تحت شعارات «الا الدستور» والمال العام، في حين ان المنتهك الاكبر والمصمم على مواصلة انتهاكاته للدستور والمبادئ الديموقراطية هو مجاميع الردة التي تتحالف معها القوى الوطنية وليست السلطة. السلطة «ربما» لا تطبق الدستور، هذه حقيقة الى حد ما، لكن مجاميع التخلف تنتهك الدستور وتعيث فسادا بالمبادئ الديموقراطية وخصوصا تلك المتعلقة بالحريات والحقوق الشخصية والعامة.

فمتى تستيقظ القوى الوطنية وتواجه العدو الاساسي والرئيسي، الذي تستصعب مواجهته سياسيا واجتماعيا، وتتخلى عن وهم محاربة السلطة والتصدي لاعتداءاتها المزعومة على الدستور؟!

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.