ظللنا وعلى مدى أربعة عقود نتداول مصطلحا خاطئا يصل استخدامه إلى درجة الإثم.
هو مصطلح «الصحوة الإسلامية» والذي انطلق كالسهم المارق في السماء العربية ودق أبواب البيوت العربية كلها تقريبا وروجت له وسائل الإعلام، دون تدقيق لمعناه ومدلولاته اللفظية!
فهو يعني من ناحية المدلول اللغوي أن الإسلام كان غافيا أو نائما ثم صحا واستيقظ من سباته. هذا هو المعنى الحرفي الدقيق لمصطلح «الصحوة الإسلامية» وهو فهم مرفوض دينيا ولا يمكن القبول به، فالإسلام لا يمكن أن ينام لأن الأديان لا تنام ولم يرد في القرآن الكريم ما يشير إلى أن الإسلام قد ينام حتى لو أخذنا بالمعنى المجازي لكلمة «نوم»، فهذا هو الإسلام كاملا مكتملا بوجود القرآن وحفظ الله لهذا القرآن حسب نص الآية الكريمة.
إذن مصطلح «الصحوة الإسلامية» مصطلح ساقط أولا ومصطلح كافر ـ ثانيا ـ يشكك في صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وأنه دين قد ينام وربما يأتي من يقول ببعث الإسلام أو إحيائه ليكون هنا الكفر أوضح وأصرح وأصرخ فهذا يعني أن الإسلام قد مات وبعث من جديد أو أحييَ من جديد!
هذا لا ينفي أن هناك عبثا قد تم باسم الإسلام على أيدي بعض المجتهدين المسلمين الذين حاولوا أن يجعلوا آراءهم واجتهاداتهم ضمن تعاليم الإسلام ولينطلي على العامة والدهماء ما فعلوا ويلتبس عليهم الأمر فيظنوه من صحيح الدين، ولكن هذا لا يعني بصورة أو بأخرى أن الإسلام قد نام.
والذي تم في العقود الأربعة السالفة لم يكن صحوة إسلامية بل هو صحوة بعض المسلمين أو بالأحرى إيقاظهم ليتولوا الترويج لدين سياسي بغطاء إسلامي يقوم على الخزعبلات التي ألصقها البعض في العصور السابقة بالإسلام والتي تتماشى مع المرحلة السياسية لذلك الوقت والمقصود من ورائها تجميع الناس تحت مظلة الدين وتوحيد الثقافة القسرية، وابتدأت تلك الصحوة المزعومة بترويج الخرافات وتغيير ثقافات الشعوب وتحويلها إلى ما سموه الثقافة الإسلامية رغم انها لا تمثل الإسلام.
ولابد ـ والأمر كذلك ـ من تجريم هذا المصطلح.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق