علي البغلي
الخطيئة الكبرى التي ارتكبها أغلبية اعضاء مكتب مجلس 2012، بمحاولة تزوير البلاغ الذي أرسل إلى النيابة عن واقعة اقتحام مجلس الأمة عن طريق الكسر بواسطة بعض النواب، يصاحبهم عدد من المغرّر بهم من الدهماء، هو أمر يسجَّل في صفحات كالحة السواد في تاريخهم النيابي وفي العمل العام.. وكان امرا غير مبرر على الاطلاق ولا نفع منه.. فالجريمة كانت جريمة مشهودة، والواقعة تمت في الماضي Fait Accomplis، وبالتالي لا يمكن ليّ عنق الحقيقة فيها أو تزويقها بأي صورة كانت.. وقد كان الأَولى بالمكتب أن يترك أبطالها يواجهون مصيرهم المحتوم أمام القضاء برجولة وفروسية، وليس عن طريق الفزعة الجاهلية التي صيغ بموجبها البلاغ المعدل!
ذلك أن بطل أبطال الاقتحام النائب المفوّه، أقر بل وافتخر بها وقرر أن أمه ولدته من اجل ذلك اليوم، فلماذا الإصرار على ترتيب حماية مسبقة له إذن؟! مسلم البراك ومن لف لفه من أعضاء حمية الجاهلية، قالوا إن جرم اقتحام بيت الأمة وإهانته وتدنيسه هو أخف وقعا من جرم ما سموه بالقبّيضة.. ونحن نعترض على ذلك القول المتهافت.. فالقبيضة متهمون، أنتم منهم بصورة او بأخرى، فمن قبض الأموال نقداً مقابل موقف أو تصويت سياسي، يقابله من قبض خدمات ومناصب لجماعته، وأعطيات عينية من أملاك الدول، قسائم زراعية، زرائب، قسائم صناعية، مناقصات.. كل هؤلاء هم قبيضة أيضا، وحتما سينطبق هذا الوصف على أكثر من عضو من شرفاء أغلبية الــ35 الجديدة.. والأيام بيننا عندما تنكشف أسماؤهم على الملأ.
والقبيض إذا ما سايرناكم في القول، هو من قبض أموالاً مقابل موقف سياسي قد يكون مقتنعا به من دون مقابل، وقب.ل أخذ المبلغ كإكرامية أو عرفان او شرهة (كما تعرفونها جيدا، وسمعنا عن قصصها منكم!).. فإنه يكون أخلّ بشرف العضوية، الأمر الذي ينعكس سلباً على نزاهته وحسن سمعته، وهو أمر يرجع إليه شخصيا بالضرر، وهو ما رأيناه من عدم نجاح بعض من ثارت حولهم الشكوك، بأنهم «قبيضة».. أما الاقتحام والتكسير والعبث بمحتويات القاعة الرئيسية لمجلس الامة، (قاعة عبدالله السالم)، فقد اصابت الامة كلها بالضرر والأذى النفسي البليغ.. وبالتالي، فنحن نرى أن جرم من اقتحم المجلس هو أكثر فداحة من جرم من ثارت حوله الشكوك بأنه «قبّيض».. ويفوق جرم من اقتحم المجلس، جرم مكتب المجلس الحالي بتبرير جريمة الاقتحام التي نصرّ على التمسّك بتسميتها «الأربعاء الأسود»، شئتم أم أبيتم.
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
علي أحمد البغلي
Alialbaghli@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق