لا أعلم حقيقة ان كانت حدثت من قبل ام لا، لكنها بالنسبة لي المرة الاولى التي اشهدها منذ 24 عاما قضيتها متفرغا للعمل الصحافي!! لاول مرة يصفق رؤساء التحرير في اجتماع خاص لا يصور تلفزيونيا ولا بعد كلمة القاها امام الميكروفونات والجماهير، فيكون التصفيق في مثل تلك الحالات امرا روتينيا سيقدم عليه حتى من كان يتثاءب ولا يعلم ما الذي قيل.
ولكن، كان التصفيق أمس ظهراً في الخيمة الأميرية في قصر بيان عفويا تلقائيا ومستحقا ومعبرا عما يخالج نفوس الحضور من مشاعر امتنان وشكر ومودة لسمو رئيس الوزراء الذي ازاح عن الصحافة واهلها همّ وغمّ المواجهة والمعارك والسعي الى الانتصار لنفسها بعدما امر بنزع الظلم عنها وتقديرها واحترامها واعتبارها شريكا في وضع ما يخصها من تشريعات، لا مجرد منفذ يتلقى الاوامر والنواهي وقرارات الاحالة للنيابة، ولم يكتف بوصباح بذلك، بل اعتذر للاعلاميين برقي الكبار وشموخ تواضعهم ضاربا مثلا يقتدى به.
لقد عبر سمو رئيس الوزراء ببساطة ووضوح متناهيين وكلام لا مراوغة فيه ولا تذاكي عن تقديره للصحافة واشركها واشرك اهلها في المسؤولية الوطنية عوضا عن اعتبارها ذات موقف عدائي او غير مسؤولة او قاصرة تحتاج الى ولي امر يتابع ادق التفاصيل هو وزارة الاعلام.
مشكلة الحكومة واضحة، وهي مع الاعلام الالكتروني لعدم وجود تشريعات خاصة تعالج هذا القصور، وليست مع الصحافة الورقية ولا الاعلام المرئي والمسموع حيث يخضعون جميعا الى قوانين صارمة قاسية اصلا تم تشريعها في ظل ظروف ومؤثرات غير طبيعية، نعم نقر بوجود نواقص وثغرات تحتاج الى المعالجة، ولكن بالتعاون والتفاهم المشترك يمكن بلوغ صيغ ملائمة ومريحة للطرفين، وهي مسائل يمكن علاجها باجتماعات مشتركة ومذكرات تقدم من الاطراف ذات الصلة، وليس هذا بيت القصيد المطلوب في هذا المقال، بل ما أرمي إليه هو القول: انني والزملاء الحضور عندما صفقنا للرئيس، فإن فعلنا ذلك كان عفويا.. وباستحقاق للشيخ جابر المبارك، واننا لم نكتف بذلك الامتنان بل نكمله ونسطر هذه الكلمات لتثبيت شكرنا للشيخ جابر المبارك.. ونقول له فعلا ضربة معلم يا بوصباح تكسب فيها الاعلام والاعلاميين، ومثل هذا الامر من أبجديات النجاح لاي سياسي.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق