خبايا استجواب الجويهل للوزير.. اجتمع النواب في بيت.. أوراق تعادل أرشيف أمن الدولة.. تم تسجيل كلام.. النائب الفلاني قال.. رسالة أميرية للقيادة السعودية تحمل خبرا خطيرا..!
كلها مقتطفات من رسائل برودكاست ما فتئ الناس يتناقلونها عن طريق «الواتس أب» من دون اسم صريح لكاتبها الأصلي، تحمل أخبارا وأحداثا وحوارات مشبوهة وقصصا منسوجة لا أساس لها من المنطق أو المصداقية، وتلقَى لها قبولاً أعمى بين العامّة، ربما لأنها وافقت هوى المستقبِل لها وتوجهاته، أو ربما لأنها أدركت حب الناس الفطري لكل ما هو (سرّي) ولم تتناقله وسائل الإعلام الأخرى رسميا أو شعبيا، فتجدها تحظى بآذان تصغي وعقول تُصدِّق وأقلام تروِّج لها بمتعة غريبة تضاهي متعة من هبط عليه كنز من السماء فتلقَّفَه!
من الذي يقف وراءها؟! وما هو هدفه؟! ولماذا لا يكتب اسمه صريحا معها؟ وهل هو صادق أصلا في ما كتبه؟
كل ذلك للأسف غير مهم! لم يكلف أحدنا نفسه ويسأل تلك الأسئلة قبل أن يعيد بسذاجة- ولا أريد أن أقول ببلاهة- إرسال تلك الرسائل البرودكاستية إلى غيره، بل ويشتعل السباق بينه وبين الآخرين لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك وغيرها، بعد أن يكون قد أنهى المهمة بنجاح وبزمن قياسي مع كل سكان كوكب الـ «واتس أب» والـ «واتس داون» المدرجة أسماؤهم على قائمته المباركة!
يا سادة.. يا عقلاء.. يا مَن تتغنَّون بحب الوطن ليل نهار.. كيف تقبلون على أنفسكم أن تكونوا مجرد أداة بلا تفكير تنقل وتنشر وتنفِّذ، ولو من غير عمد، مخططات وسموم أصحاب النفوس المريضة والأجندات المشبوهة الهادفة إلى نشر الإشاعات وزرع البلبلة وإشعال الفتن بيننا، وكأنه ينقصنا وجع الرأس مما يدور فعلاً وعلى أرض الواقع، هذه الأيام، من تناحر وتناطح بسبب وبلا سبب!
هل ترضون أن يستغفلكم شخص أيا كان، ويجردكم من عقولكم، ويسخر منكم وهو يراكم تعينونه بكل سهولة على تحقيق مآربه كما رسمها بالتحديد، خطوة بخطوة، فينتشي مزهوّا بإنجازه، فخورا بضحكه على الذقون!
لا أظن أن عاقلاً يقبل بذلك، إلا إن كان في تلك الرسائل ما يلبي (حاجة) في نفسه!
المشكلة أنني حين أعاتب من يرسل إليَّ مثل تلك الرسائل المشبوهة دون أن يتثبّت من صحتها، يرد عليّ بلا مبالاة، بل وباستغراب من عتبي: «كما وصلني»!
أما أطرف ما في الموضوع.. أنّ أغلب تلك الرسائل الغريبة التي أشرت إليها، تبدأ بكلمة (سرّي للغاية)..!
mundahisha@gmail.com
@mundahisha
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق