نبيلة العنجري: بلد في مأزق

خطورة الوضع في بلدي دفعتني الى الكتابة لدق ناقوس الخطر لكي يسمع المسؤولون اولا ثم الاطراف المتصارعة العاملة لمصلحتها فقط.

منذ فترة ليست بالقصيرة لم يطاوعني قلمي على الكتابة في الشأن السياسي، وكأنه يشعر بالاحباط الذي يخيم على نفسي، لما نعيشه من ترد وتخبط وفوضى في ادارة مختلف مؤسسات الدولة.. الا ان مرحلة الهاوية التي بتنا نقف على حافتها دفعتني دفعا لقطع حالة الصمت هذه، ووجدتني اسرع الى قلمي واترك له العنان لينقل بعضا من مظاهر الفساد، التي تلف مؤسساتنا وتجثم فوق صدورنا، وتنخر في جميع اركان سفيتنا حتى اوشكت على الغرق بنا جميعا.

لقد صار بلدنا الحبيب في مأزق حقيقي، ساقنا اليه حظنا العاثر، عندما وقعنا بين رحى اطراف متصارعة، لم تأبه بان تضع الكويت بين فكي تلك الرحى حتى اوشكت ان تصير طحينا تذروه الرياح، لم تلتفت إلا لمصلحتها الشخصية، ولم تدرك مدى سحق وبشاعة الهاوية التي تجرنا جميعا اليها.

وامام هذا المشهد المرعب، ضاعت بوصلة الاصلاح، في ظل عجز القائمين على ادارة الملفات الحيوية عن تحقيق الاصلاح المنشود، لان كثيرا منهم ببساطة لا يملكون الكفاءة ولا الخبرة او الدراية ولا يعون حتى قراءة الواقع.. وانما فقط هم مجرد دمى في يد الاقطاب المتصارعة. لن اكون متشائمة اذا قلت اننا نعيش في اسوأ الظروف ونمر بأخطر المراحل في تاريخ هذا الوطن، فأجراس الخطر تدق في جميع مفاصل الدولة: الاقتصاد القومي اصيب بالشلل، والفوضى السياسية تثير الاشمئزاز، اما الرباط الاجتماعي الذي تميزت به الكويت على مدى تاريخها فقد بات يحتاج الى غرفة عناية فائقة، في ظل تعالي الاصوات الطائفية والعنصرية.

نسمع عن الوفرة المالية، لكننا لا نرى لها مشاريع تخدم مستقبل ابنائنا ولا حلولا للكثير من مشاكلنا، اما ما نراه ونلمسه بحق فهو استخدام المال العام في خدمة اطراف بعينها على حساب مصلحة الكويت ومستقبل ابنائها.

الحراك الشبابي اصبح في تزايد مستمر، وحالة السخط تضرب الجميع، والشعب الذي عرف بإبائه وكرامته لن يبقى ابدا ينتظر ليعيش على الهبات، ولن يرضى ابدا بان يعيش مسلوب الارادة.

اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.

نبيلة مبارك العنجري
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.