أثار السخط الكشف عن قيام وزارة التخطيط بتعيين موظفين أجانب بتعاقدات خارجية في وظائف الكويتيين نفسها لكن براتب مضاعف. ففي حين راتب الكويتي في تلك الوظيفة بلغ قرابة الألف دينار عينت وزارة التخطيط أجانب براتب ألفي دينار وبالوظيفة ومسماها نفسيهما تماماً.
وزيرة التخطيط ردت على هذا الخبر في حسابها في تويتر قائلة إن هذه التعاقدات الخارجية كانت قبل تسلمها الوزارة، وانها رغبت في إيقافها لولا تدخل سفارة الكويت (لاحظ العذر الغريب) في الدولة المعنية وطلبت الإبقاء على التعاقدات حرصاً على سمعة الكويت!
المصيبة أن وزيرة التخطيط اعترفت في ردها بأنها عاينت السير الذاتية للأشخاص المستقدمين، فوجدت أن خبرات وتخصصات معظمهم لن تفيد متطلبات المرحلة ومع هذا استمرت الوزارة في قرارات التعيين، ولم تخجل وزارة التخطيط وغيرها من انتظار الكويتيين للوظيفة في منازلهم..
المصيبة الاخرى ان ديوان الخدمة المدنية كان شريكا لوزارة التخطيط في هذه الفوضى، كما بينت الوزيرة ان الديوان قد اعتمد قرارات التعيين والتعاقدات وجدول الرواتب مع اطلاعه على فروقها الشاسعة مع رواتب الكويتيين للوظيفة نفسها..
اما المصيبة الثالثة التي كشفتها الوزيرة فهي انها ليست المرة الاولى التي تتعاقد وزارتها مع اجانب في وظائف يؤديها كويتيون وبرواتب مضاعفة وانما تكرر الموضوع مرات عديدة في سنوات سابقة، والكويتيون يا غافلين لكم الله..
شسالفتكم يا ناس؟ تمييز علني ضد الكويتي؟ مو كافي الكارثة التي قام بها مجلس الخدمة المدنية عندما اقر كوادر متباينة لجهات ووظائف معينة، فغبن حق آلاف الكويتيين العاملين في الجهات الحكومية الاخرى؟ مو كافي التفرقة الفاضحة في سلم الرواتب بين الوظائف نفسها بين جهة حكومية وزميلتها؟ مو كافي الافتئات على الدولة بالتلاعب في المكافآت والميزات المالية لجهات ومنعها في مواقع اخرى؟ الآن تعينون وافدين في وظائف يشغلها الكويتيون وبرواتب مضاعفة؟ هل هذه العدالة والمساواة اللتان تدعون ام هي سياسة الاحلال التي ترفع الحكومة شعارها؟ اذا كان هذا ما اكتشفناه في وزارة واحدة فما الذي يجري في باقى وزارات الدولة ومؤسساتها وشركاتها وهيئاتها من ظلم وغبن للكويتيين.. علمونا بس نشكي عند منو؟ والله الموفق.
***
• اضاءة تاريخية: 1948 ظهر قطّاع طرق شمال الكويت، فذهب عبدالله المبارك وتحرى عنهم، فقبض على ثمانية وقتل واحدا بعد تبادل اطلاق النار ثم زجهم في السجن وحرق بيوتهم.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق