لم يكن اعضاء مجلس (75) المنحل بحاجة للمزيد من الحماسة والاندفاع عندما شرعوا بمناقشة قانون التجنيد الالزامي القديم والذي تم تجميده فيما بعد خصوصا ان الكثيرين من الاعضاء كانوا من العواجيز الذين فاتهم سن التجنيد، وحتى الاعضاء الاقل شبابا كانوا مطمئنين الى ان يتم التنفيذ الفعلي للقانون قد تجاوزت اعمارهم سن الاربعين ولكن حماسهم لم يكن لكون القانون لن يطالهم، ولكن لكون الظروف الامنية التي عاشتها الكويت حينذاك والحماسة القومية والوطنية الدافع الاكبر للعناية والتعجيل على القانون. فكانت هناك قضية اعتداء القوات العراقية على مخفر الصامتة الحدودية واستشهاد رجل امن كويتي مازالت حاضرة وقبلها ادعاءات قاسم العراق بالكويت فهاجس الخوف والعدوان والاطماع العراقية كان يشكل وضعاً مقلقاً ومازال للكويت..!!
ولكن عندما بدأ بتنفيذ القانون على ارض الواقع هناك انكشف الحماس مابين اصدار القانون وتطبيقه.. ولعل اهم ما كان هو عدم الجدية والرخاوة في التدريب والانضباط العسكري بل ان بعض المجندين بدلا من ان يخضعوا للتدريبات العسكرية الواجبة كانوا يسخرونهم لخدمة الضباط وكبار القادة العسكريين مقابل اعفائهم من التدريبات او الحراسة في المعسكرات. خصوصا ان ادارة التجنيد والعكسريين المكلفين بالتدريبات كانوا في غالبيتهم غير كويتيين (عرباً او من غير محددي الجنسية). وخلاصة القول ان التجنيد الالزامي القديم كان مجرد لعب ومضيعة للوقت وتبذيراً للمال. في مسألة غير ذات جدوى..!!
ولعل الشكر واجب تقديمه لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح الذي ما ان تولى حقيبة الدفاع حتى واوقف مسخرة التجنيد الالزامي على اساس المراجعة والتقييم.
واذا كان مجدداً يتم تقديم مشروع قانون جديد للخدمة الالزامية.. وتشرع لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية بمناقشة مواده.. بعد نحو عقد من وقف القانون القديم. فذلك قطعاً لا يعني اننا مازلنا نعيش في ذات الاجواء التي كانت سائدة خلال عقدي السينيات السبعينيات الماضية.
ذلك ان اموراً كثيرة استجدت على الصعد العسكرية والاجتماعية والسلوكية سواء في داخل المؤسسات العسكرية او على ظاهرة المجتمع. فالطابع السلوكي في المجتمع الآن هو العنف والخروج على القانون والسلوك العام الى درجة يمكن فيه القول اننا مجتمع استمرأ الفوضى والعنف والاجتراء على القانون.. وهذا للاسف ماينطبع عليه سلوك الشباب في الشارع الذين هم معنيون بالخدمة العسكرية ولعل حاجتنا سحب المزيد من طاقات العنف الكامنة في الشباب لا ان نمنحهم المزيد..!!
ولعلي من هنا اتصور ان التجنيد الالزامي غير ضروري في بلد مكشوف مثل الكويت. فتدريب الشباب على الواجبات العسكرية هذا لا يعني ان هؤلاء سيشكلون قوة اضافية الى قواتنا المسلحة بقدر خوفنا من انتشار العنف بين فئات الشباب خصوصا ما نشاهده من انقسام المجتمع وشرذمة بين ولاءات وعنصريات خطيرة.. ولعل من الغريب في الوقت الذي تتجه فيه بعض الدول الى الغاء التجنيد الالزامي او الغت التجنيد واكتفت بالتطوع في السلك العسكري ان نجدد نحن هنا الخدمة الالزامية. فهل التجنيد ضرورة ام مجرد سد ذريعة..؟!!
< لا نريد التجنيد الالزامي لان السوابق لم تكن مشجعة.
< لا نريد التجنيد الالزامي لانه يخلق العنف بين فئات المجتمع ولا سيما الشباب.
< لا نريد التجنيد الالزامي لان الاتجاه العالمي هو الغاؤه.
< لا نريد التجنيد الالزامي لانه لا حاجة للبلد من عسكرة المجتمع..
من هنا نقول للحكومة ولمجلس الامة اوقفوا قانون التجنيد الالزامي وبلاش منه!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق