حذر رئيس منظمة «فريدوم هاوس» الأميركية ديفيد كارمر من أن الكويت تتجه لتكون ضمن بلدان المنطقة الحمراء أي ضمن البلدان التي تعتبر فيها الصحافة غير حرة .
وقال كارمر في حديث على هامش المؤتمر الذي عقدته منظمة «فريدوم هاوس» مساء أول من أمس بمقرها في واشنطن للإعلان عن تقرير حريات الصحافة للعام 2013 أنه يأسف أن بلدا كالكويت والتي عرفت بريادتها في حرية الصحافة على مستوى الشرق الأوسط تتراجع مستويات الحريات فيه إلى ما ينذر بتهديدها بالدخول في دائرة البلدان الحمراء، وذكر كارمر انه يتمنى أن يتحسن وضع الكويت في القائمة العام القادم.
ونفى كارمر في رده على سؤال أن تكون منظمة «فريدوم هاوس» مخلب قط سياسي للحكومة الأميركية قائلا: «نحن منظمة تعنى بمراقبة الحريات في العالم ونتلقى دعما معلنا وليس سريا من الحكومة الأميركية ومن منظمات أخرى ونتعامل بكل شفافية مع هذا الأمر وعملنا معلن وغير سري ولا نخفي شيئا ورقابتنا لحريات الصحافة تشمل الرقابة على جميع البلدان بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، فنحن منظمة تعمل تحت الشمس ولا يوجد لدينا ما نخفيه وليس لنا أي أجندات، ونتعامل مع تقارير تردنا من جميع دول العالم حول الحريات الصحافية وعلى أساسها نقدم تقريرها السنوي ولو كان صحيحا اننا نتبع أو نراعي الحكومة الأميركية لما حلت الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة 23 على مستوى العالم في تصنيفنا السنوي».
وبحسب تقرير المنظمة للعام 2013 حلت الكويت في المرتبة 128 عالميا بحصولها على 59 نقطة من أصل 100 في مقياس حريات الصحافة لتكون الثالثة عربيا إلى جانب ليبيا، فيما حلت تونس في المرتبة 109 عالميا لتكون الأولى عربيا وحلت لبنان في المرتبة 112 لتكون الثانية عربيا.
وكانت قد اعتبرت منظمة «فريدوم هاوس» في تقريرها السنوي الذي أعلنته امس الأول أن الصحافة في معظم دول العالم شهدت تراجعات واضحة حتى إن إسرائيل التي كان تعتبر حتى العام الماضي بلدا أخضر صنفها التقرير لهذا العام من بلدان المنطقة الصفراء بعد أن تعرضت الحكومة الإسرائيلية بالقمع قانونيا لعدد من المؤسسات الإعلامية بها وهو ما اخرج إسرائيل من المنطقة الخضراء إلى المنطقة الصفراء لهذا العام، كما شهد التقرير تسجيل تراجع حريات واضحة في مصر لتخرج من بلدان المنطقة الصفراء إلى المنطقة الحمراء وبشكل لم يحصل من قبل في السنوات الثماني الماضية التي بدأت المنظمة معها رصد مستويات الحرية في بلدان العالم.
ويكشف تقرير المنظمة ان 8% فقط من سكان الشرق الأوسط يعيشون في بلدان المنطقة الصفراء (الصحافة شبه الحرة) فيما لا يوجد بلد واحد في عموم الشرق الأوسط يتمتع بصحافة حرة (المناطق الخضراء)، فيما يعيش 92% من سكان الشرق الأوسط بلا صحافة حرة.
وعلى العكس تماما يعيش 70% من سكان أوروبا الغربية في ظل صحافة حرة و30% فقط في ظل صحافة شبه حرة، وأما على جانب أوروبا فيعيش 15% فقط من السكان في ظل صحافة حرة و29% في ظل صحافة شبه حرة وأما ما نسبته 56% فيعيشون في ظل صحافة غير حرة.
أما الأميركيتين فيعيش 38% فقط من عموم السكان في ظل صحافة حرة، وتحتل النرويج والسويد معا المرتبة الأولى على مستوى العالم اجمع في حريات الصحافة تليهما بلجيكا وفنلندا وهولندا في المرتبة الثالثة معا، أما في قاع القائمة في حريات الصحافة فتقع وبشكل متوال كل من كوبا وإيران وبيلاروسيا وإريتريا وأوزبكستان وكوريا الشمالية وتركمانستان كأكثر سبعة بلدان قمعا للحريات الصحافية.
قم بكتابة اول تعليق