دائما أتساءل ما الذي يجعل شعبا ما متميزا عن غيره تميزا ايجابيا يضعه في خانة التفوق بمجال معين او عدة مجالات، فالانجليز مثلا معروفون باحترام الوقت، واليابانيون بحب العمل، والفرنسيون بالفن والأناقة.. الخ، فلكل شعب من شعوب العالم ميزة من الميزات ساهمت في تفوقه….. إلا نحن الشعب الكويتي لا توجد لدينا ميزة واحدة ممن الممكن ان تكون ذات دلالة واضحة على تفوقنا ولو في مجال واحد، فعلى الرغم من امكانياتنا المالية الضخمة واستقرارنا السياسي الا اننا متخلفون عن غيرنا بشكل كبير، ففي نتائج الثانوية العامة دائما ما يكون المتفوقون الأوائل من غير الكويتيين، وكذلك الأمر في الجامعات والمعاهد، كما اننا اكثر شعب يتخطى الدور ولا يؤمن بالنظام ابتداء من طابور الخباز الى طابور المراجعين في الدوائر الحكومية، ونحن اكثر من يستولي على المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ونحن اكثر الشعوب عشقا للكتابة على جدران المرافق العامة وعدم الالتزام بقواعد المرور، ولكن ما الذي فعل بنا ذلك؟ ومن الذي أوجد تلك الثقافة العبثية على الرغم من أن جيل الكويتيين ما قبل النفط كان متميزا جدا؟ فقد كان جيلا مكافحا ومنتجا ويحترم القانون ويقدس العمل فربما تكون الوفرة المالية سببا في تراخي الناس وتنصلهم من التزاماتهم الأخلاقية وذلك لشعورهم بأنهم في مأمن من تطبيق القانون عليهم ولاطمئنانهم الى حصولهم على ما يريدون بسهولة، فالوظيفة يحصلون عليها من دون تعب، والمزايا والترقيات من دون كد او تعب، وكذلك قرض الزواج والرعاية السكنية، فكل الأمور ميسرة (يا الله لا تغير علينا) لذلك لا توجد ضرورة للحكمة القائلة «الحاجة أم الاختراع»، فنحن شعب لسنا بحاجة إلى شيء حتى نجهد انفسنا بالاختراع مادام قد سخر الله لنا الشعوب الأخرى لتخترع وتبتكر ونحن ما علينا سوى الاستهلاك وربما تكون هناك حاجة وحيدة اخترعها المواطن الكويتي الفذ وهي اعجازه اللغوي في اختلاق الأعذار لتبرير فشله وحفظه المذهل عن ظهر قلب لعناوين دواوين النواب ومواعيد تواجدهم متى ما دعته الحاجة الى ابتكار حيلة للقفز على القانون من اجل الحصول على منفعة من هنا او هناك!
info@redlinekw.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق