وليد الغانم: النواب يستجدون الحكومة

«حضرت الجلسة وأنا حزين، لأنه عندما يفرغ الدستور ويفرغ دوري كنائب. فالوزير يرد على سؤالي بأنه لا يتفق مع ضوابط السؤال البرلماني. وأرجو من سمو الرئيس ان يوجه وزراءه للإجابة عن الأسئلة، فمن الذي لا يريد أن يعمل؟! يجب على الوزراء الإجابة، ونحن لا نبحث عن تصفية الحسابات، وهناك وزراء لا يريدون التعاون، وبلدنا بلد دستور مو كل واحد يلعب على كيفه، ولا نريد أحداً يبخس حق الدستور. لماذا تريدون التصعيد؟! لماذا تريدون منا الذهاب الى الصدام؟!» (النائب عادل الخرافي 2013/4/30).

* * *

ليس الشعب الكويتي فقط يستشعر مقدار الضعف النيابي لهذا المجلس، بل حتى النواب أنفسهم موقنون بأن مجلسهم القائم مجلس لا وزن له سياسياً ولا تأثير فعلي لقراراته. ومن نافلة القول ان الحكومة لا تعبأ كثيراً لمجهودات هذا المجلس ولا تقيم له الاعتبار الكامل، وما التصريح الأخير للنائب الخرافي الا دليل إضافي على هزال المجلس واستخفاف بعض الوزراء بقدرات اعضائه.

تخيل ان نائبا وظيفته الاساسية مراقبة الاداء الحكومي وتقويمه ومحاسبة الوزراء، يقف تحت قبة البرلمان يترجى الحكومة ان تجاوب عن اسئلته! كيف انقلبت الحال من حرص الوزراء على الاجابة وتهدئة النواب واقناعهم بسلامة اجراءاتهم الى وضع غريب يستجدي فيه النواب من بعض الوزراء فقط ان يعبروهم ولو بإجابة عن سؤال؟! لم يستخف الوزراء بهذا البرلمان ولم تتهاون الحكومة في التعاون مع مجلس يوصف بأنه اكثر المجالس موالاة للحكومة في تاريخ الكويت؟ ليست هذه الملاحظة الوحيدة فحسب، بل من الغريب تكرار بعض الاعضاء الحاليين – ورئيسهم – لقضية استمرار المجلس في مدته حتى 2016، وأنه لا داعي لحله وانه سيكمل دورته، ولا أدري لمن تطلق هذه الرسائل النيابية المتوالية، وكأن النواب في يقينهم أن هذا المجلس لن تطول مدته ولن يكمل دورته، فهم يستبقون الاحداث حتى لا تصدق ظنونهم.

لقد تحول مجلس الأمة الكويتي من مجلس شامخ في وجه الفساد إلى مجلس ببركات أغلب اعضائه حد يوشه أنه يشمخ.. والفرق واضح وواضح جدا وليس أدل عليه من استجداء بعض النواب للحكومة الإجابة عن اسئلتهم، دع عنك الاصلاح ومكافحة الفساد والتشريع السليم وإقامة المشاريع التنموية الحقيقية ومحاسبة الوزراء فهذه اصبحت من تراث المجلس… فمتى تستقيم الأمور؟ والله الموفق.

* * *

• اضاءة تاريخية: 1928 وصلت الكويت طائرة يقودها بريطانيان وقاما بتأجيرها إلى الكويتيين بــ 15 روبية عن كل راكب يرغب في تجربة التحليق فوق الكويت.

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.