في منتدى الكويت «الطاقة وقضايا المجتمع»، الذي عقد اواخر الشهر الماضي تحت رعاية وزير النفط استمعت الى ما طرح من اوراق عمل وتعليقات.. توجعت.. خفت.. حبست انفاسي.. ثم تنفست الصعداء.. وارتحت.
اوراق رائعة قدمت.. تمنيت ان يستمع اليها كل اهل الكويت، تحدثت عن مساهمات شركات الطاقة والجهات الاخرى في قضايا المجتمع… قضايا مهمة ومهمة جدا تم التطرق اليها في هذا المنتدى المتميز بفكرته والرائع بضيوفه.. والغني بأوراقه.
بعد ان استمعنا الى بعض الاوراق من جهات حكومية توجعنا وتألمنا واصابنا القلق.. بسبب البيروقراطية وكل الامراض التي نئن منها كل يوم وكل ساعة… خفنا وحبسنا انفاسنا… ثم تنفسنا الصعداء وارتحنا.. عندما تحدث الآخرون.
الشعور العام في معظم، ان لم يكن كل، الاوراق التي قدمت بالرغبة برد الجميل لهذه الارض وهذا الوطن كان واضحا وجليا.. وكأن الكل يقول لنتعاون لنحول هذا الشعور الى بناء يخدم الوطن لا الى غوغائية سلبية تهدم وتحطم.. مشاركون بعثوا الامل في قلوبنا بعد ان كدنا ان نفقده لاننا لا نسمع عنهم ولا نشعر انتاجهم… الا ان ما قدموه كان مؤشرا الى ان ليس كل من يتحدث ويجلجل هو المنتج فقط… وقد يكون العكس في كثير من الاحيان.
المسؤولية الاجتماعية اليوم.. هي ثقافة مجتمع وهي تفاعل مؤسسات الدولة وشركاتها حتى وزاراتها في قضايا المجتمع تخدمه وتقدم له ما يكمل دور الحكومات او ما يسد عجزها وتقاعسها ازاء الشعوب.. عن طريق التوعية او تقديم خدمات تفعل قضايا اجتماعية بكل اشكالها.
من القضايا التي استشعرنا منها في المنتدى المذكور ان هناك املا ينير طريقنا القادم ان شاء الله… مشروع الشقايا لتوفير الطاقة من الشمس والرياح في منطقة الشقايا غرب الكويت الذي تحدث عنه مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية.. بعد ان عرض علينا صور المشروع ومراحله، مما اثار غبطتنا وسعادتنا بأن هناك مشروعا عصريا يقام على ارض الكويت.. وان ابناء الوطن يُعتمد عليهم وعلى قدر الثقة والمسؤولية..لاننا مللنا ونحن نقول ان نفطنا ناضب وبترولنا زائل.. عاجلا ام آجلا.. فماذا نحن فاعلون بعد ذلك؟
مشروع ضخم وله مراحل، وقد شارف على انتهاء المرحلة الاولى منه.. وبانتظار المراحل اللاحقه.
فيما استعرض احد شباب شركة «الجدار الاخضر» مشروعا رائعا آخر يساهمون فيه، يسمى مشروع جدار الكويت الاخضر، الذي تقوم به المبرة التطوعية البيئية، ويساهم فيه شركاء آخرون .. اخذوا على كاهلهم اقامة جدار اخضر يحيط بالكويت من النباتات بقصد تخفيف قسوة الطبيعة وتحسين الطقس بتخفيف الغبار عن طريق زراعة الارض… وشاهدنا شتلات الاشجار التي غرسها شباب وابناء الكويت وقد اصطفت وراء بعضها بخطوط متناسقة.. بأيادي شباب الكويت المتطوعين الذين يشعرون بحب وطنهم ويريدون تقديم شيء ليثبتوا ذلك.. مهما كان العمل بسيطا.
وانا اتابع صور المشروع تبادر الى ذهني سؤال: اين دور وزارة التربية في المساهمة في هذا المشروع الرائع عن طريق مساهمة ابناء المدارس بكل المراحل في غرس اكبر عدد من الشتلات الخضراء ليشعر كل طالب بأهمية مساهمته، وان يده الصغيرة ساهمت في بناء الكويت وحمايتها من كل شيء حتى من قساوة الطقس، ودوره في الحفاظ على البيئة..وليكن هذا جزءاً من مقرر دراسي يطرح في المنهج العام باسم المسؤولية الاجتماعية، التي هي بالنهاية عمود اساسي في التربية الوطنية.
ومن شأن هذا المشروع.. اي مشاركة طلبة المدارس وخلال فترة الربيع من كل عام.. الاحساس بأهمية عملهم بعد ان تكسو الارض بقعة خضراء توفر الظلال وتمتع العين.. فهذا السور الاخضر بالنهاية سور يحمي هذا الوطن من كل شيء… ويا حبذا لو فتح باب التطوع للمشاركة في هذا المشروع الرائع.. لان هذا المشروع ملك للوطن اولا واخيرا.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق