لن تدفن كلمة (ونعم) مع المغفور له باذن الله الدكتور محمد العفاسي في قبره وانما ستظل حية كما اراد لها ان تبقى مرافقة لسيرته ومعطرة لذكراه اينما حلت، فمن كان بقامته لا تموت ذكراه، ومن كان بسجاياه لا ينسى، رجل جمع المكارم من جميع اطرافها، ورحيل من كان بمنزلته صعب مؤلم، وعلى فراقه يحق للعين أن تدمع وللقلب أن يحزن وللأكف أن ترتفع داعية له بالرحمة والمغفرة.
٭٭٭
المغفور له بإذن الله الدكتور محمد العفاسي رجل مبادئ وقيم بشهادة كل من عرفوه وزاملوه، رجل وجه وجهه لله عز وجل فوفقه سبحانه لما يحب ويسر له الخير، رجل ادرك بيقين العارف الفطن أن المناصب تكليف لا تشريف فجمل المناصب ولم يتجمل بها، وأعطاها ولم يأخذ منها، رجل عرف بتدينه والتزامه وصيام الاثنين والخميس والمواظبة على الصلاة وخشية الله سبحانه في السر والعلن، رجل كسب القلوب بدماثة الخلق والأدب الجم والتواضع والمروءة والحياء، رجل عف اللسان نظيف اليد، مخلص متفان في عمله، محب لوطنه وأمته، محق للحق ومنصف للمظلوم، يشهد له بالعطاء وطيب المواقف.
٭٭٭
لم يكن الطريق معبدا ولا سهلا أمام المرحوم محمد العفاسي الذي استطاع بإصراره وصلابته ومثابرته ان يجعل من ذلك الجندي المنتسب الى الجيش الكويتي في بداية حياته بلا شهادة وزيراً تسبق اسمه الالقاب وتطرز صدره الأوسمة والنياشين (الوزير، الفريق الركن، الدكتور، رئيس هيئة القضاء العسكري) ويتبوء ارفع المناصب بكل فخر واعتزاز، حاصداً ثمرة عصاميته التي لم تهد اليه، وجهوده لم يمن بها احد عليه، وطموحه الذي لم يستجديه من بشر، وانما حصل على علو المنزلة ورفيع المكانة بجهده واجتهاده وصبره وقوة عزيمته، وعدم يأسه واستسلامه للأمر الواقع، ضارباً اروع الأمثلة لمن يسعى الى المجد ويريد أن يكون نجماً في مصاف النجوم المتلألئة في السماء، رحم الله محمد العفاسي الذي سيبقى كنجم الثريا وان ووري جسده الثرى.
٭٭٭
خالص العزاء والمواساة لاسرة الفقيد الدكتور محمد محسن العفاسي رحمه الله تعالى، سائلاً المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
< نقطة شديدة الوضوح:
ينتمي المغفور له بإذن الله الفريق الركن الدكتور محمد محسن العفاسي الى فخذ العفسه من واصل من بيريه من قبيلة مطير الكريمة، وقد عرف هذا الفخذ من مطير بالفزعة والنخوة والمروءة والشجاعة، قيل فيهم:
لاد العفاسي متعبة حصن الطراد
لاجا نهار كل ضيع حيلته
لا كبرت الدعوى ووصلت للعناد
من ضربهم كلن يضيع ديرته
مفرج الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق