حبة بندق صغيرة جدا تمكنت امس من منافسة فضيحة دفع اموال الداوكيميكال البالغة 2.2 مليار دولار بجرة قلم ودون ابلاغ مسبق بالقرار المتخذ على ما يبدو سلفاً، فيما كان الفريق المتوجه الى نيويورك بصفة مفاوض يحمل صفة «المبارك» للاتفاق اكثر منه مفاوضا.
ما هذه البندقة العجيبة الغريبة؟ وما حكايتها؟ إنها باختصار «بندقة» تحدث عنها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة للشؤون البلدية الشيخ محمد عبدالله المبارك من مؤتمر أو على هامش مؤتمر يحضره في لندن (اجتماع أصدقاء الصومال)، وأوردت بعض الخدمات الاخبارية هذا التصريح اللافت المنسوب للوزير، والذي يقول فيه كما أوردت خدمة الزميلة «الراي» ونقلته عنها مجموعة من الخدمات الاخبارية: «الكويت مثل حبة البندق.. عصية على الكسر.. لكنها تستحق المحاولة»!!
وقد انتشر هذا التصريح في ارجاء تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم وكان منافسا شديدا إن لم يكن بالفعل قد تفوق على اخبار بل صاعقة دفع التعويض للداو دون اي تخفيض على أصل المبلغ.
وانشأ الشباب «هاش تاغ» على تويتر يحمل اسم «الكويت حبة بندق»، و«هاش تاغ» آخر باسم «الكويت بندقة»، وكان حديث البندق هو الطاغي على البلاد بدلا من الحديث عمن ورط الكويت فعلا في صفقة الداو، وكيف وقع عقدا بهذا الشرط الجزائي، وكيف نُسب الغاء العقد الى اسباب اقتصادية وليست اسباباً سيادية كان يمكن عبرها للكويت ان تلغي الصفقة دون تكبد اي تعويضات.
عموماً.. المساهمون في الداو المتهالكة أخيراً تنفسوا الصعداء وارتاحوا، والآن شركتهم سوف تستخدم اموال الكويت لسداد جزء من ديونها، ولتوزيع ارباح على مساهميها، وعلى بعض الكويتيين ممن قلوبهم وجيوبهم مع الداو، وأخيراً، لأهل أمريكا.. أرباح الداو من أموال الكويت، وللكويت وأهلها.. البندقة!!
٭٭٭
< بعض التفسيرات تنوعت في وسائل التواصل الاجتماعي عن أسباب لجوء الوزير المبارك الى تشبيه الكويت بحبة البندق..
هل لأنه يحب النوتيلا بالبندق مثلا! أو انه استوحى التشبيه من السيد/ فؤاد الرفاعي عندما نصح الفتيات بالستر وشبههن بحبة الفستق المغلفة بغلاف يحميها.. ام ان الوزير في اجواء لندن كان يتريض في الهايدبارك، ورأى السناجب تأكل البندق، أم ان التصريح المنسوب إليه غير سليم أو فهم خطأ؟!
٭٭٭
من أجمل ما قرأت في التعليقات على التصريح المنسوب إلى الوزير، كويتية على انستغرام قالت: «الكويت دانة.. مو بندقة».
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق