حسن كرم: لن يخسر الشمالي شيئاً!!

أإنْ نجح أو أخفق وزير المالية مصطفى الشمالي في دحض وتفنيد بنود الاستجواب الرباعي النيابي، فطلب طرح الثقة جاهز ومحفوظ ضمن اوراق الاستجواب هذا، ان لم يكن قد وضع على مكتب الرئيس السعدون، كذلك عدد الطارحين للثقة به مضمون ومصوقر.
المصممون على الاستجواب والتابعون لهم قطعا لن يكونوا قضاة عدولا، مع التصميم المسبق على شيلة الشمالي، ولا اعتقد انه (الشمالي) غافل عن ذلك، خصوصا ان الاغلبية الجائرة اعلنت منذ اليوم الاول على تشكيل الوزارة اعتراضها على عودة الشمالي وصفر(؟) وهذا دليل قوي على ان الاستجوابات البرلمانية ظاهرها الاصلاح وباطنها الشخصانية..!!
زميلنا العزيز المحامي والكاتب محمد عبدالقادر الجاسم كتب ناصحا الشمالي بالهروب لأن طرح الثقة جاي جاي فخير للشمالي ان يترك المنصب على ان يخسر سياسيا، وانا هنا اقول للزميل العزيز (أبو عمر) الشمالي ما عنده شيء حتى يخسره، فهو ليس برجل السياسة ولا هو احسب طامعا بالسياسة أو بمنصب سياسي اعلى من منصبه الحالي الذي هو من المناصب السيادية، وللعلم الشمالي لم يسع للكرسي وانما الكرسي هو الذي سعى اليه، فالرجل سلخ ثلثي عمره موظفا في وزارة المالية، وغرق في الارقام والحسابات والميزانيات والايرادات والمصروفات وعليه فهو وزير المالية الوحيد الذي درج في الوظيفة حتى وصل وزيرا.
لقد قلت آنفاً ان الشمالي لن يخسر شيئا اذا اقصي من منصبه. الشمالي لن يخسر ولكن المنصب يخسر الشمالي الذي لا اتصور ان هناك بديلا جاهزا جديرا يملأ المكان، والخسارة للكويت عندما يتم التفريط في ابن من ابنائها يتسلح بالخبرة والتفاني، فعندما يصرح الشمالي انه لن يستقيل وانه سيفند محاور الاستجواب وانه سيرد على التساؤلات بشفافية ووضوح وانه لن يخفي شيئا وانه (حسب تعبيره) ليس في عملنا شيء نخجل منه ونريد اخفاءه، وانه لن يسمح بالمزايدات وحرصنا على المال العام كبير اكبر ممن يتحدث في هذا الشأن، هذه اللغة جديدة غير معهودة من الوزراء السابقين الذين خضعوا للاستجوابات، وهذا الكلام لن يقوله الا رجل واثق من نفسه ومن عمله.
كان يجدر بالزميل (أبو عمر) ان يوجه نصيحته لمن هو اقرب اليه لا ان يخلط الاوراق ويحكم على الوزير بالاعدام قبل سماع مرافعته هل هذه هي العدالة التي تنشدونها، كيف حكمت على الوزير بالادانة وبرأت المستجوبين والعدالة تقتضي وانت صاحب الميزان سماع الشاكي والمشتكى، وكيف ترضى لضميرك وانت الضليع بالقوانين وانت الآن في منصب قانوني رفيع كمستشار للجنة القانونية البرلمانية ان تقول مثل هذا القول، ألا ترى انك بهذا كأنك خلعت رداء المحاماة لصالح (ضمير الامة)، يا سيدي انت طرف، فمن يصدق نصيحتك وخوفك على الشمالي؟ ليقف الشمالي على منصة الاستجواب ولنر الحقيقة ولنسمع الشاكي والمشتكى والداحض والمدحوض والمستجوِب والمستجوَب له، الامة بحاجة في هذا الظرف الذي تضيع فيه الحقائق ويتهم الابرياء ويبرأ المذنب الى كشف الحقائق، احنا ضايعين بالطوشة يا بو عمر، دعه يعتلي المنصة حتى يعرف الشعب نوابه الذين يخدعونه، ويلبسون الحق بالباطل ويضربون الشرفاء في اخلاقهم وضمائرهم من اجل بقائهم على الكرسي ومن اجل ان يصفق لهم الجمهور على المدرجات.
انا والعياذ بالله من مقولة انا لست طرفا في القضية فلا انا مع الشمالي ولا ضده ولا لي مصلحة معه من قريب أو من بعيد، ولا هو يعرفني ولا انا اعرفه ولكن الذي يحدث هو الظلم بعينه، هو عبث وتخريب ومحاربة الكفاءات الوطنية هي استقواء وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الكويت، فلو كانوا صادقين وخوفهم على مصلحة الكويت وعلى اموال الكويت لسلكوا مسالك اخرى لكشف الحقائق غير الاستجواب، ولكن تهافتهم على الاستجوابات دليل على الشخصانية والتكسب السياسي وتعظيم الذات والتركيز تحت الاضواء والنجومية..!!

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.