خالد الجنفاوي: الحدود الفاصلة بين الحرية المسؤولة والفوضى

أعتقد ان هناك ضرورة لوضع حدود واضحة تحدد الفرق بين الحرية الديمقراطية المسؤولة وبين الدعوة للفوضى المدمرة. فممارسة الحرية المسؤولة تشير إلى أي نشاط بشري عقلاني ومنطقي يعبر خلاله الإنسان السوي عن رأيه الشخصي من دون المساس بحريات وبكرامات الناس الآخرين. فالفوضى تشير إلى التلاعب الشخصاني واللاعقلاني بحرية الرأي والتعبير المسؤولة وتحويلها إلى حرية فوضوية تخرج عن الأطر المنطقية والقانونية. فلا حرية مسؤولة بلا قانون ينظمها ويبين مفاهيمها ومنطلقاتها وحدودها العقلانية. ولا يمكن أن يتطور المجتمع بشكل إيجابي ما دام بعض أعضائه يبدو انهم يصرون على خلط الحرية المسؤولة بما هو فوضوي وشخصاني وضيق الأفق. ثمة حدود تفصل بين الحرية المسؤولة وبين الفوضى, وهي كالتالي:
الحرية المسؤولة تحددها وبشكل قانوني ومنطقي الظروف الاجتماعية والمتطلبات الرئيسية التي تهدف للحفاظ على الأمن الوطني.
تحدد مشروعية الحرية المسؤولة عدم انقلابها عن غرضها الأساسي في النقد البناء بهدف الاصلاح.
الحرية لا تخرج عن حدود القانون.
ممارسة الحرية من المفترض أن تتم وفق نطاق ما تتطلبه مراعاة النظام العام, وأن لا تخرج عما هو متعارف عليه اجتماعياً.
الحرية المسؤولة تثير إلى ممارسة حرية الرأي والتعبير بشكل معتدل دون تأجيج الفوضى والقلاقل في المجتمع.
الحرية اللامسؤولة(الفوضى) تشير إلى أي محاولات شخصانية لجر أعضاء المجتمع الواحد إلى التصارع والتطاحن.
الحرية المسؤولة تهدف لترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة للمجتمع.
الفوضى تشير إلى المساس بذمم الناس دون دليل, ورفض الاختلاف وامتطاء طائش للخلاف التماحكي.
الحرية المسؤولة تشير إلى إبداء الرأي في العمل دون المساس بكرامة من يؤدي العمل.
الحرية اللامسؤولة (الفوضى) تشير إلى تعمُّد إهانة كرامة الشخص الآخر عن طريق إستعمال عبارات مهينة بقصد الازدراء من السمعة الشخصية.
الحرية اللامسؤولة هي التقوُّل على الناس الآخرين بما لم يقولوه أو يفعلوه.
الحرية تشير إلى عملية تبادل عقلانية ومعتدلة للاراء بدءاً مما يتفق ويتفاهم عليه أغلبية الناس.
الحرية المسؤولة من المفترض أن تحقق توازناً منطقياً وعقلانياً بين ممارسة حرية الرأي والتعبير وبين حماية حقوق الناس الآخرين.
الحرية المسؤولة تحددها القوانين المتبعة, وتشكلها الظروف المحلية الخاصة وتستمد شرعيتها الأخلاقية من الولاءات والثوابت الوطنية بحيث لا تخرج تلك الحرية عما هو متعارف عليه من قيم ومبادئ أخلاقية تعكس الأسس والمنطلقات الرئيسية للثقافة المحلية المشتركة.
كاتب كويت
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.