قد يستغرب البعض من هذا العنوان، حيث إن هذه المحاكم قد انعقدت مع طرد المسلمين من اسبانيا وبدء التنكيل بهم والتحقيق معهم وقتلهم بالآلاف، فقط لأنهم كانوا مسلمين وكانت تلك المحاكم محاكم ظلم واستبداد وتعذيب وتشريد الناس، حتى الأطفال لم ينجوا منها.
ما يدور هذه الأيام في مجلس الأمة وما نقرأه على صفحات الصحف من الصراع والمزايدة عن استجوابات سواء كان ذلك بالحق أو الباطل، تذكرنا بتلك الروح التي سادت أيام التفتيش. ويتصرف الاخوان في المجلس وخصوصا الأغلبية وكأنهم حاكم مطلق، ومن يخرج عن طاعتهم لا يستحق أن يعيش، وكأنه منبوذ وكافر أسوة بما كان يعتقده أعضاء محاكم التفتيش في اسبانيا.
قد يكون هذا الوصف قاسيا، ولكن ما يعانيه بعض الإخوة الوزراء من الهمز واللمز والتهديد والتمادي في اتهامات الزور على صفحات الجرائد كلها تسبب ايذاء كبيرا فقط للإخوة الوزراء الذين يتعرضون لمثل هذه المعاملة، بل يمتد الى أهلهم وذويهم حتى أطفالهم في المدارس نجدهم مجالا للتهكم والاستهزاء.
فهل هذا عدل يا اخوان؟ وهل أصبح مجلس الأمة أداة للتشهير والاتهام والصراخ والذم لكل من لا يتبع أهواءهم وأفكارهم. هل هذا هو القصد من مجلس الأمة؟ وهل اتى بكم الشعب الكويتي لكي تحولوا هذا المجلس الديموقراطي الى محاكم تفتيش؟ من أعطاكم هذا الحق؟ فالدستور لا يسمح بذلك، والعرف والأخلاق لا يسمحان بذلك وما تربينا عليه في الكويت يستنكر ذلك، ويبقى السؤال: الى متى سنستمر على هذا المنوال؟
ليس لكم الحق بنظري في تحويل هذا المجلس أو النزول به الى مستوى الغوغاء الذي كان بصدد حكمه على المنهج بأسلوب غوغائي لا يمت أبدا الى أي قانون أو أي احترام للانسان، فاخوانكم الوزراء بشر مثلكم، لهم حقوقهم وعليهم واجبات. وعليكم أنتم واجبات احترام الحقوق. فكفوا عن هذه المغالاة وتعاونوا معهم، لأنهم رجال شرفاء قبلوا خدمة هذا الوطن، وهم أفضل منكم بكثير لأنهم هم السلطة التنفيذية ولديهم حرص أكثر منكم لأن من كانت يداه في النار ليس كالمتفرج، ولا تحاولوا النيل من كراماتهم وسيكون بطبيعة الحال الأداة الدستورية من منطلق الاحترام المتبادل لأنهم أنداد لكم ويجب أن يتمتعوا بجميع حقوقهم الدستورية قبل أن تمتد إليهم أيدي التعسف والظلم والتطاول بحق أو من دون حق.
هؤلاء اخوان لكم سيقضون باقي حياتهم معكم، ولا تجعلوا العلاقة بينكم وبينهم وبين أولادهم وأولادكم وعائلاتهم وعائلاتكم علاقة عداوة بل يجب ان تسودها المحبة والاحترام، الكل يعمل من أجل الكويت وليس لفئة أو جماعة، لأن الكويت هي التي ستبقى والتي يجب أن تكون في قلوبنا وألا يتعرض أحد أبنائها لظلم أو تعسف من اخوانه.
فاعملوا جميعا يدا واحدة وانبذوا التنافر والتناحر، ولنعمل جميعا من أجل رفاهية الكويت وتقدمها والمحافظة عليها.
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق