عالية شعيب: البطالة نقطة وفاصلة

البطالة من أهم الموضوعات التي تشغل مجتمعنا، وتؤرق شبابنا خاصة، الذين يعانون من تعطيل مستقبلهم، وتجميد طموحاتهم وأحلامهم، لأنهم لم يوظفوا بعد. أمر محبط بالفعل، أن ينهي الشاب تعليمه، يتخرج والنشاط يملأه والحيوية تتقافز منه، وقائمة أهداف وأحلام في يده. ثم تأتيه الصدمة، لا توجد وظائف.
قرأنا أخيراً عن تشكيل لجنة لبحث البطالة، وهو أمر لا يبشر الا بمزيد من التأخير والتأجيل والمماطلة وعدم الالتزام. لجنة ينبثق منها لجان واجتماعات وتقارير وملفات لا تؤدي لنتيجة. ربما بسبب روتين العمل، أو الكسل والتبلد وغياب الابداع والابتكار، أو تسيب الموظفين ولامبالاتهم.
حلول البطالة سهلة، وأول هذه الحلول، احالة الديناصورات المتمسكين بكراسيهم للتقاعد واحلال دماء جديدة شابة بأفكار طازجة وتطلعات ابداعية مكانهم، وثانيا التخلص من الواسطة قدر الإمكان، لأنها السبب في توظيف أفراد غير مؤهلين في وظائف فضفاضة عليهم، وتحديد عقوبة لمن يستخدمها ومكافأة لمن يبلّغ عنها، ثالثا، انهاء عقود بعض الوافدين الذين أتموا مدتهم بالعمل، واحلال شباب كويتيين مكانهم، وتلك ليست عنصرية على الاطلاق، بل حس منطقي عقلاني، يفيد بأن أهل البلد أولى من الغريب بالوظائف والرواتب والحياة الكريمة.
ألتقي باستمرار بطلبة سابقين يعملون بوظائف لا تمت بصلة لتخصصاتهم، فخريجة الفلسفة تعمل موظفة استقبال مستوصف، وخريج علم النفس يعمل كاشير بمحطة بنزين، لماذا؟!، لأنهم يفضلون العمل على الجلوس بالبيت.
من حق شبابنا تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في ديرتهم، ولهم الأولوية بالعمل. هم بناة المستقبل، وهم طاقته وشكل ازدهاره، فلابد من الاستثمار فيهم.

aliashuaib@gmail.com

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.