عزيزة المفرج: خليت للحلوين ايه

يا أخي جميل هالشعب، ومهضوم كتير كتير، على قولة اللبنانيين، ومن فرط حظ الكويت به، ودك تقرأ عليه المعوذات، وآية الكرسي، وبعض الأدعية، وقت طلوع الشمس، ووقت أفولها، حماية له من أعين الحساد والحاقدين، الذين لا يتركون الانسان بحاله.من بين أبناء هذا الشعب الذي حيّر الأعداء فيه، ذلك الرهط الذي ينتمي لجمعية أطلق عليها جمعية حقوق الانسان، فجلّ وكلّ ومعظم همه هي صورتنا في أعين الناس اللي بره، خاصة شقر الشعور، زرق العيون، الذين يدوسون على الانسان وحقوقه متى أحبوا، ويرفعون من قيمته وأهميته متى شاؤوا، وفي تلك الحالة يلتفتون لبلادنا، ويبدؤون بممارسة ضغوطهم علينا. أقول هذا بمناسبة اعتراض تلك الجمعية على ابعاد من يرتكبون مخالفات جسيمة لقواعد المرور، ويبدو ان جريمة موت أسرة كويتية كاملة بسبب تخطي سائق متهور من الوافدين اشارة المرور الحمراء، أسهل عندهم من ابعاد ذلك الوافد لبلده، دع عنك اعتبار ابعاده عملا تعسفيا، ولا أفهم كيف يعتقد هؤلاء بأن رسم صورة ناصعة للكويت تجاه المجتمع الدولي أهم من صبغ اسفلت الكويت بدماء ضحايا أبرياء، على يد سائق متهور، فمالهم كيف يحكمون.هذه الجمعية طلبت من وزارة الداخلية اصدار قرار فوري بعدم ابعاد سواق الجحيم، والاكتفاء بمحاسبتهم قانونيا وقضائيا، ونحن على ثقة بعودة الفوضى للشوارع بأسرع من لمح البصر، اذا استجابت لهم الداخلية، ووضعت العصي في قطار اللواء عبدالفتاح العلي المنطلق بأقصى سرعته لاعادة الهيبة للقانون الذي جعل شوارع الكويت حارة كل من ايدو الو.من بين الشعب الجميل أيضا هؤلاء السياسيون الذين أقض مضجعهم ايقاف برنامج تلفزيوني تخصص في تمجيدهم، واعلاء شأنهم، والنفخ في ذواتهم، في نفس الوقت الذي يشرشح فيه خصومهم، ويبالغ في السخرية منهم، ومع ذلك تجدهم قد سكتوا سابقا عن هجوم غوغائي بالسكاكين والعجرات ليس على برنامج متطرف في فكره وأداء مذيعه، انما على قناتين كويتيتين، وتحطيم وتكسير أجهزتهما ومعداتهما، فقط لأن القناتين لا تسيران على هواهم، ولا تتبعان أسلوب تعظيمهم وتمجيدهم، واظهارهم بمظهر الأبطال الصناديد، الذين كانوا سيحولون الكويت الى سويسرا الشرق، لولا الظروف، مع أنهم أثبتوا فشلهم في ذلك، على الرغم من امساكهم بالمفاتيح سنوات طوالا، كبر فيها الصغير، وشاب فيها الشاب، ومات فيها المسنّ. الشعب الجميل هذا يرفع حظ الديرة الى المعالي حين يقف القضاء الى صفه ويحكم لصالحه، فلا تسمع منه تعليقا الا عن شموخ القضاء، ونزاهة القضاء، واستقلال القضاء، وما ان يخسر قضية حتى يظهر الوجه الآخر، ويطيح حظ الديرة، فالقضاء جرى تسييسه، وهو غير مستقل، والتدخل لابد منه باصدار قوانين تضمن استقلاليته، وحياده.شعب جميل يا جماعة، ولكن وين اللي يقدّر!

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.