عادت قضية الداوكيميكال إلى السطح مرة أخرى، ولكنها هذه المرة تعود بعد أن دخلت مبالغ الغرامة المليارية إلى خزينة الشركة المذكورة، وخسرنا جميعا مبالغ من المال العام.
اليوم تعود القضية على طريقة المسرحية الشهيرة التي تعود إلى سبعينات القرن الماضي «ضحية بيت العز»، التي لعب أدوارها الممثلان القديران عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، حيث يبحث «بيت العز» عن «ضحية» بعد انهمار الفضائح في ذلك البيت.
المشهد اليوم هو البحث عن ضحية، رغم أن قضية الداوكيميكال هي قضية سُيِّست، رغم أنها قضية فنية، وفيها أخطاء استشارية وفنية لا تُغتَفر، وفيها أسئلة كثيرة محيّرة لا تزال مفتوحة، وتحتاج الى إجابات، كان يجب أن تكون معالجة الحكومة لهذه القضية نبراسا لأي قضايا مشابهة في القادم من الأيام، حيث يجب فتح ملف القضية لمعرفة حجم التنفيع الذي أشير إليه آنذاك ان كان موجودا، وكذلك مخاطبة الجهات الرقابية في الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت هنالك شبهات تنفيع أو تربّح خلال الفترة ما بين إتمام الصفقة وإلغائها.
أما عن المسؤولية السياسية، فإن عدم استكمال لجنة التحقيق في القطاع النفطي التي بدأت في 2008 تتحمّلها أطراف مساندة وأخرى مناوئة للصفقة، وأكثر من ذلك يجب العودة مليا إلى بيان الحكومة الذي صيغ آنذاك، وعليه تتحمّل المسؤولية السياسية. اما أن يتم التداول في خسارة الصفقة على طريقة ضحية «بيت العز»، فبالتأكيد فإن أضعف الأطراف التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها سيتم تلبيسها القضية، ليسدل عليها الستار.
د. محمد عبدالله العبدالجادر
www.albduljader.net
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق