وليد الجاسم: نجاحنا الوحيد.. في الفشل

واضح أن الصراعات في الكويت لن تنتهي، ويبدو أن ليالي الحلمية.. الكويتية مازالت طويلة، فقائمة المتصارعين طويلة والكراسي المنشودة قليلة جداً ومحدودة، وهذا يدفع المتصارعين إلى إغراق الكويت في صراعاتهم دون حتى أن يعطوا البلاد فرصة لالتقاط الأنفاس.
الأسبوع الماضي، مجلس الأمة قرر فجأة وبتأثير صدمة الداو أن المهلة انتهت، وتم تقديم استجوابين في يوم واحد لوزيرين، الحكومة.. التي كانت تترجى المجالس السابقة وتستعطفها وتجتمع بقيادات المجالس السابقة حتى مطلع الفجر وتعرض عليهم العروض وتتمسكن أمامهم نجدها تتعامل مع هذا المجلس إن لم نقل باحتقار.. فبتعالٍ وعجرفة واستهتار.
مجلس الأمة هذا يواجه مأزقاً حاداً مادام الوضع كذلك، وأمامه أحد أمرين، إما أن يتحول الى نسخة من «مجالس التأزيم» التي كانت تنتقدها الحكومة وتشكو منها ولكنها تحترمها وتحترم أعضاءها، وإما أن يتحول مثل الشاة التي قالت عنها السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها (لا يضيرها السلخ بعد الذبح)، وليتحملوا استمرارية العجرفة الحكومية في التعامل معهم.
وإلا كيف تتخلف قيادات النفط عن حضور اجتماع لجنة التحقيق في الداو والمقرر عقده أمس، وبكتاب من وزير النفط المفترض أنه مستقيل ويقول فيه إن المطلوبين للجنة انتهت علاقتهم التعاقدية مع مؤسسة البترول، وعليه فإنهم لن يحضروا.
والسؤال المهم والمستحق نطرحه على الحكومة، لماذا الحكومة التي تشكو دوماً من مجالس التأزيم ترفض وتلفظ هذا المجلس «المتعاون» أكثر من اللازم معها؟ ولا تتقبل منه حتى أدنى ممارسة دستورية لحقه على الأقل يرفع عبرها الحرج أمام الناس، فإن استجوب غضبت الحكومة، وان شكل لجنة تحقيق تهرب الوزراء والمسؤولون من الحضور.
هل الحكومة تطلب مجلس «تأزيم» حقيقياً لتركن إليه وتبرر فشلها في إدارة البلاد وتلقي عليه عبء عدم التعاون وعدم إقرار المشاريع عليه، بينما مثل هذا المجلس «المتعاون» يحرجها حرجاً بالغاً ويكشف للناس أن الخلل الأول فيها بعدما سقطت كل الحجج وتبيّن أن لا أحد يعرقل التطوير والمشاريع والارتقاء بالأداء غير قدراتها المحدودة؟
عموماً يبدو أن الحكومة سوف تتيح لهذا المجلس إمكانية ممارسة «الحد الأدنى» من الحقوق الدستورية وتسمح بتقديم استجوابات شكلية.. لا تؤذي.. ولا تخلع من حقيبة. اللهم إلا حقيبة النفط التي تم ترتيب كل أمورها، وهم لا يحتاجون الى أكثر من ذلك. أما استجواب وزير الداخلية فيبدو أنه الى التأجيل.
أياً كان الأمر، وأياً كانت الحقيقة، يبدو أن الواقع الكويتي ينحصر في هذه الجملة.. «نجاحنا الوحيد.. هو في الفشل»!
وعلى الكويت أن تظل دوماً تدفع ثمن الصراعات التي لا تنتهي، ويا ليل الكويت ما أطولك؟!
???
التعيينات المرتبكة والمريبة التي جرت وتجري في القطاع النفطي لن تكتب للقطاع الهام الذي يعتبر رئة الكويت وقلبها، لن تكتب له الاستقرار بل ستكون مثار خلافات كبرى وصراعات متواصلة ولجوء الى القضاء وتوقعات بالغاء قرارات مع استمرارية الاضطراب في أهم مرفق حيوي كويتي.. بل في شريان الحياة نفسه.
???
يقولون.. ان «المستشار» بعدما انجز المهمة سوف يستقيل ويعود مستشاراً لاهم شركتين في العالم، ضامناًَ أن يحقق للشركتين كل الاحلام والمشاريع بعدما زرع أنصاره واتباعه في أهم المواقع ليضمن القدرة على تمرير كل ما تريده الشركات التي تعرف قيمته وتعينه مستشاراً لها.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.