عندما تكون في أوروبا فإنك تستغني عن قيادة السيارة وتستعيض عنها بركوب قطار الأنفاق او القطار السريع او الباصات دون أي شعور بالحرج عندما تصادف صديقا.
القطارات السريعة لها نظام مريح سواء استقللت الدرجة الأولى او السياحية فالراكب يشعر بالأمان رغم السرعة العالية التي يسير بها والتي تتجاوز 300 كيلومتر بالساعة، كما ان مخزن العفش بنفس الكابينة مع تقديم الوجبات لركاب الدرجة الأولى ووجود مطعم مصغر يخدم بقية الركاب، كما ان خدمة الإنترنت، متوافرة مجانا للجميع.
القطارات السريعة تتوقف بكل دولة على الحدود وبعضها لا يتوقف الا بالمحطة الرئيسية في العاصمة او المدن الرئيسية ويتم تفقد الركاب من قبل موظفي الجوازات سواء بالمحطة الرئيسية او من قبل موظفي الشركة على التذاكر المحجوزة.
ورغم ان الاتحاد الأوروبي دولة غير مترابطة وتعيش به الجاليات المختلفة وكثير منها مخالف للقوانين إلا ان انسيابية الحركة لا تتعطل بالتدقيق على المسافرين.
الحوادث الكثيرة التي يتعرض لها مواطنو دول مجلس التعاون أثناء سفرهم بالبر بواسطة سياراتهم تشعرك بالأسى، كما ان ربط دول المجلس بواسطة قطارات سريعة سواء لنقل الركاب او البضائع سيحرك الاقتصاد ويسهل العملية الانسيابية لحركة المواطنين والمقيمين بين دول المجلس، كما ان إقبال الكثيرين على زيارة المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج والعمرة بواسطة السيارة التي غالبية المواطنين يفضلونها رغم مخاطرها سيتوسع ويزداد وتخف تلك المخاطر.
نهاية الأسبوع تمتلئ الطرقات بالمسافرين وتزدحم المراكز الحدودية مع روتين قاتل وكأن عاداتنا وتقاليدنا تختلف وكأن الغالبية متورطون بجرائم جنائية او مهربو مخدرات.
منع التهرب والتسلل لا يعتمد بالدرجة الأولى على التفتيش الروتيني بل يعتمد على التحري وجمع المعلومات، والمتسللون لن يجدوا أماكن تؤويهم عندما تتوحد قوانين العمل بدول المجلس.
صاحب السمو الأمير طرح مشروع ميناء مبارك الكبير لينطلق منه قطار يعبر العراق الى إيران وجمهوريات روسيا المستقلة، كما طرحت فكرة إنشاء خط قطار يربط دول المجلس وقد قام خادم الحرمين الشريفين بإنشاء القاعدة الأساسية للقطار الذي يجوب أراضي المملكة العربية السعودية ولم يتبق لدول المجلس الا تنفيذ مشروع القطار في بلدانها وربطه بالقطار الحديث بالمملكة العربية السعودية لتستكمل عملية ربط المواصلات الأرضية لنقل الركاب والبضائع.
حلم يراود غالبية أبناء دول مجلس التعاون نتمنى تحقيقه في القريب العاجل.
alsraeaa@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق