حسن كرم: من عجائب الكويت: عندنا أوبراليون لكن ما عندنا دار للأوبرا

في نهاية الاسبوع الماضي التقت أسر وجمع غفير من عشاق ومحبي الترفيه والترويح ومن الهاربين من هموم البلد اليومية اللاهفين الباحثين عن الفن الراقي، كل هؤلاء وغيرهم جمعتهم أمسية رائعة وجميلة وغير مسبوقة على مسرح مركز عبدالعزيز حسين الكائن في مشرف حيث شنفت الآذان وسرقت العيون الفرقة الأوركسترالية السيمفونية الرائعة والجميلة والمكونة من مجموعة من البنين والبنات بقيادة استاذهم ومدربهم والحاضن والمحتضن لهذه البراعم الفنية المبدعة والرائعة العزيز الدكتور حمد الهباد.
وهنا بودي ان اقول على الرغم من بساطة الحفلة ورغم بساطة الامكانات لاسيما ان المسرح ليس معداً لتقديم مثل هذه الروائع الفنية لكن استطيع أن اقول ان الحفلة كانت أكثر من رائعة. واكثر من ناجحة ويكفي تفاعل الحضور مع فقرات الحفل خصوصاً مع المادة الأوبرالية التي قدمتها الرائعة أماني الحجي وزملاؤها من الشباب الرائع. فعلى الرغم من ان فن الأوبرا ليس موروثاً محليا، ورغم ان المحبين وعشاق هذا الفن ربما محددون الا أن تشجيع وتفاعل الجمهور مع الفقرات الأوبرالية للأوبرالية الرائعة العالمية ابنة الكويت أماني الحجي وبقية زملائها قد قلب تفكيري 180 درجة، وعرفت ان الجمهور الذي يتذوق فن السامري والخماري والصوت وفن النهمة واليامال ويهتز طرباً الى صوت عبدالله الرويشد ونوال والمسباح وعبدالكريم وغيرهم من فناني وفنانات الكويت وغيرهم من اهل الطرب في بلاد العرب، هو ايضا محب ومتذوق للفنون القادمة الينا من بلاد الغرب وما ذلك التفاعل والتصفيق الحار الذي حازت عليه اماني وزملاؤها من لدن الحضور الا تعبير عن حبهم وتذوقهم وتشجيعهم لهذا الفن الرفيع والمؤدين له.
ان من عجائب الكويت ان تكون لدينا هذه الباقة الجميلة من مؤدي ومؤديات فن الأوبرا وان يكون لهم حضور عالمي على دور الأوبرا العالمية وجمهور متابع لكن لا يكون لدينا مسرح اوبرالي يليق بهذا الفن الرفيع ويليق بهذه الباقة الأوبرالية الرائعة ويليق بالكويت الرائدة في الثقافة والفن. والأعجب هو أن تؤسس فرقة أوركسترالية سيمفونية ولاتوجد خشبة مسرح مناسبة لتقديم عروضها..!!
بصراحة انا أخاف على جهود الدكتور الهباد الذي يعمل على انجاح الفرقة الأوركسترالية الوليدة بأن تنتهي الى ما انتهت اليه مشاريع مماثلة. مشروع تأسيس الفرقة الأوركسترالية التي اسسها عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية السابق الدكتور سليمان الديكان، والذي ناله الظلم من على يد وزير التربية والتعليم العالي نايف الحجرف عندما عزله عن منصبه خضوعاً وترضية لأوامر نواب مبطلين (…) فأين الآن الدكتور الديكان واين اصبحت فرقته الأوركسترالية لقد جرفتها رياح الاهمال كما جرفت مشاريع وطنية كثيرة في مجالات الفن والثقافة والابداع..!!
صراحة لا ندري على من يقع اللوم او يوجه اليه اللوم. هل على الحكومة التي تخاف من الغرق في شبر ماء، أم على اهل الفن الذين لا نرى منهم تحركاً جاداً لعله يعيد للفن مكانته ولأهل الفن كيانهم؟.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.