هدد النائب جمعان الحربش بأنه إذا تم حل مجلس الأمة، فإن 250 ألف شخص سينزلون إلى ساحة الإرادة، ردا على قرار الحل. نريد أن نعرف من يقصد الحربش بتهديده؟ هل هو يهدد الحكومة أم يهدد النظام والأسرة الحاكمة ككل؟
أتفهّم أن يهدد الحربش أو أي شخص آخر بالنزول للشارع إذا تم حل مجلس الأمة حلا غير دستوري، أو تم تعطيل الدستور، لكن أن يهدد بالنزول إلى الشارع إذا تم حل مجلس الأمة حلا دستوريا، فهو أمر يدعو إلى التوقف عنده طويلا.
بالأمس، كان الحربش ومن معه يطالب بحل مجلس الأمة السابق، وها هو الآن يهدد بالنزول إلى الشارع إذا تم حل مجلس الأمة الحالي. هل أصبح الحربش هو مقياس الحق والباطل؟! وهل يريد إرهاب الحكم بالنزول إلى الشارع إذا لم تأت الأمور على هواه؟
يضاف إلى تصريح الحربش السابق تصريح آخر للنائب عادل الدمخي قال فيه: «أوجه كلمتي إلى الحكومة والنظام، فما يحدث هو تهيئة الشعب لحل المجلس، وإذا حل المجلس فترقبوا كل ما لا تتوقعونه من الشعب». وبرغم أن النائب الدمخي تراجع عن تصريحه السابق بالقول إنه فهم بطريقة خاطئة، فإن حقيقة ما هو في القلب تظهر في فلتات اللسان.
من الواضح أن الأغلبية النيابية ترى أنها تمتلك القوة الشعبية لفرض ما تريده في الشارع، ولذلك فهي تهدد الحكم بشكل واضح بأنه إذا عاكست توجهاتها، فستكون المواجهة القادمة مع النظام بشكل مباشر.
التصريحات التي تصدر من بعض نواب الأغلبية، والتي تحمل لغة التهديد للحكم فيها قدر كبير من التهور السياسي، وهي سوف تستعدي عليهم الكثيرين، ومنهم أطراف داخل القواعد الشعبية للأغلبية ذاتها. تهور الأغلبية وشعور العظمة التي أصابها بعد الفوز الكاسح لها في الانتخابات ولّد تخوفا لدى أطراف عديدة من مسار الأحداث إذا لم تتم مواجهتها بسرعة، ولذلك فليس سرا أن هناك بعض الأطراف القريبة من السلطة تدفع بقوة لحل مجلس الأمة، حتى لا تستفحل الأمور أكثر مما هي عليه.
لو كنت مكان الأغلبية لكنت أكثر تعقلا في مواقفي وتصرفاتي، ولأزلت المخاوف التي يشعر بها الحكم والخصوم السياسيون والشرائح المجتمعية التي تستشعر الخطر من تحرك الأغلبية، ولكن يبدو أن نواب الأغلبية ليسوا مدركين لخطورة ما يقومون به، وهو أمر سوف يرتد عليهم سلبيا عما قريب، ولذلك نقول للنائب الحربش «اركد أحسن لك».
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق