سنوات وهو يحارب احد القوانين المهمة في البلد التي صدرت بعد الغزو، لم يملّ ولم يكلّ وهو يطالب بالتعديل والاضافة والتغيير، رافعا سلاح الدفاع عن المظلومين من ابناء الكويت، وانه لا ناقة له ولاجمل في مطالباته، فجأة تبين للناس انه وكيل احد كبار المتضررين من هذا القانون، فهو يدافع عنه بالسر لتحقيق مصلحة خاصة بينهما..
الاعلام سلاح فعال في الكويت، فالصحف والقنوات والمواقع الالكترونية – وتويتر ايضا – كلها ادوات مؤثرة في المسار الاجتماعي والسياسي، فصاحب الصوت الاعلى والقادر على تلوين الحقائق وتشويه الاحداث يملك توجيه الرأي الشعبي والنيابي والحكومي على حد سواء، فيمكن لخبر صغير في صحيفة أو مقابلة تلفزيونية قصيرة أو تصريح خاطف في تويتر ان يحدث ازمة سياسية وهزة اجتماعية نتضرر منها جميعا اياما طويلة، وما ان تهدأ الامور حتى يعيد «سدنة الاعلام» لعبتهم ليشغلوا المجتمع على مدار السنة بامور لا فائدة حقيقية منها، ويصرفون الانظار عما يحاك بالسر بين اصحاب النفوذ..
للاسف، وكما في جميع المهن، فيها الزين والشين، فان الاعلام اصبح عند البعض وسيلة عظمى للتربح من خلال تحالف البعض مع اطراف فاسدة تحمل اجندة شخصية للتنفع من الوطن، كل ما على هذا الاعلامي سواء اكان كاتبا ام محررا صحافيا ام مسؤولا عن صحيفة، ام مذيعا ام معدا لبرامج أم مغردا شهيرا، وغيرهم تبنى وجهة نظر اولئك الفاسدين والدفاع عنها ليل نهار بالحق والباطل، واستخدام اساليب ملتوية لخداع المجتمع، وتلويث سمعة اهل الحق وقلب الحقائق نصرة للباطل وسعيا وراء الغنائم المالية والمادية باختلاف اشكالها..
الموضوع ليس بالصعب على عديم الذمة، فالكلمات هي هي والمصطلحات جاهزة، والتهم ضد الآخرين معلبة فقط، واصل الكذب والصراخ حتى يصدق الناس ان الحق معك ثم ابشر بالخير، فرقبة مال الحرام سدادة.. الا تستغربون من تقلب مواقف بعضهم من اقصى اليمين الى اقصى اليسار من دون سبب، أو كيف يهاجم الحكومة حينا من الزمن ثم فجأة يصبح محاميها الفدائي؟ الا تثير الشكوك تلون المبادئ عند بعضهم فهو يخرج منها الثوب المناسب لكل حقبة ولكل سلطة؟
كشف الذمة المالية، القانون الذي تتهرب منه الحكومة ويماطل فيه النواب ينبغي ان يضم له شريحة الاعلاميين، فقد امتلأت الديرة بالمزورين والمستأجرين و«الصراخ على قدر المنفعة» فمن يكشفهم لنا..؟ والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim@
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق